تراجع التأييد الشعبي الخليجي للتطبيع

مع اقتراب الذكرى الثالثة للتطبيع العربي الخليجي مع الاحتلال، بعد توقيع الإمارات والسعودية لاتفاقية أبراهام التطبيعية عام 2020، إلا أن الرفض الشعبي الخليجي مازال قائم، بل تنخفض في ظل عدم الاستفادة الحقيقية لتلك الدول من تلك الاتفاقات.
استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن، حيث كشف في تقرير عن تراجع التأييد في دول الخليج لاتفاقيات التطبيع.
ووفقاً للاستطلاع، يرى 27% من المشاركين في الإمارات، و20% في البحرين، أنَّ الاتفاقات لها تأثير إيجابي في المنطقة.
يُقارَن التقرير ذلك بنسبتي 47% و45% في عام 2020، عندما وُصفت الاتفاقات بأنها جزء من عملية قد تشجع “إسرائيل” على العمل على تسوية صراعها مع الفلسطينيين، على حد قولهم.
وفي السعودية، انخفض الدعم للانضمام لاتفاقيات التطبيع أيضاً بمقدار النصف وصولاً إلى 20%.
ويعود سبب ذلك لعدم إيمان الشعوب العربية، وخاصة الخليجية، بشرعية هذه الاتفاقيات، لا سيما أنها تعطي شرعية الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، خاصة مع تزايد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وما يؤكد الرفض الشعبي للتطبيع، هو التضامن الشعبي الواسع الذي حظيت به رئيسة هيئة الآثار والثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، العام الماضي.
في الـ16 من يونيو 2022، حضرت الشيخة مي في مجلس عزاء بمنزل السفير الأمريكي لدى المنامة، وعندما كانت تصافح الحاضرين فوجئت بوجود سفير “تل أبيب” إيتان نائيه، فرفضت مصافحته وغادرت المكان.
ليس ذلك فقط، حيث طلبت الشيخة مي من السفارة الأمريكية عدم نشر أي صورة لها في مجلس العزاء.
لم يُكشف عن هذا الموقف إلا بعد قرار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في 21 يوليو 2022، إقالة الشيخة مي من منصبها على خلفية تصرفها، رغم عدم الإعلان الرسمي عن سبب الإقالة.
كما كشف ضعف الإقبال السياحي الخليجي على الذهاب لإسرائيل عن ذلك، وهو ما سعت إليه إسرائيل للحصول على منافع اقتصادية من أموال السياح الخليجيين.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، مطلع يناير الماضي: إنه “رغم انقضاء عامين على توقيع اتفاقات أبراهام، فإن مستويات التدفق المتوقع للسياح من دول الخليج إلى إسرائيل لم تصل إلى المنشود”.
وأضافت الوزارة أنه “على الرغم من زيارة أكثر من نصف مليون إسرائيلي للإمارات، خاصةً أبوظبي ودبي، لم يزر سوى 1600 مواطن إماراتي إسرائيل منذ رفع القيود المفروضة على السفر بسبب فيروس كورونا العام الماضي”.
وأشارت الوزارة إلى أنه لا تتوافر لديها إحصائية بعدد السياح البحرينيين الذين زاروا “إسرائيل”، قائلة: إن “الأعداد ضئيلة للغاية”.
وفي سبتمبر 2020، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقية “أبراهام” التطبيعية مع الاحتلال، برعاية إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب.