تخوف إسرائيلي من الصراع في السودان.. والسبب ملف التطبيع

تراقب الأوساط الإسرائيلية الصراع القائم في السودان، في ظل تخوفهم من فشل صفقة التطبيع بين الجانبين.

وقال حاييم كورين، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن “أطرافا دولية مؤثرة تشارك في جهود الوساطة بين البرهان وحميدتي، فيما إسرائيل لها دور معين في العملية، لأنه على المستوى الإقليمي تحظى السودان بأهمية كبيرة بالنسبة لها، خاصة أنه منذ 2014 تم تشكيل تحالف عربي يشمل السودان وإسرائيل أيضًا رأى في إيران تهديدا، ويحارب القوى الجهادية، لكن مؤخراً حدث تغيير في هذا المحور، لأن الاتفاق الذي تم توقيعه بين السعودية وإيران، بوساطة صينية، يروج لإنهاء الحرب في اليمن”.

وأضاف، ” أن “عمليات أخرى تجري مثل مصالحة الدول العربية مع قطر وتركيا، وعودة الأسد إلى العالم العربي، وتعزيز المحور الإيراني، وكجزء من هذا المحور فقد يتأثر السودان بهذه التطورات، وكذلك في علاقته بإسرائيل، وطالما أن مصلحته الأساسية هي الخروج من أزمته الاقتصادية التي يعيشها، فيمكن للعلاقة مع إسرائيل أن تساهم كثيرًا فيها، عمليا ودبلوماسيا، رغم أن المصلحة الإسرائيلية الرئيسية هي التواجد في منطقة جيو-استراتيجية يكون السودان أحد عناصرها المهمة”.

وزعم أنه “يمكن لإسرائيل أن تقدم لقادة الحرب الداخلية المساعدة الفورية في الحقول المياه والزراعة والطاقة الشمسية كمسرع للمصالحة بينهما، وقد يقدّر السودانيون مثل هذه الخطوة الإسرائيلية، مع بقاء السؤال حول مدى استمرار التوجه لتعزيز التطبيع بينهما، لكن المحور الجديد الناشئ والمكون من إيران وروسيا وقطر وتركيا وحزب الله وحماس، بينما الصين وصيفة الشرف، سيحاول “ملاءمة” السودان له”.

وأشار إلى أن “حوافز المحور الناشئ ستزيد من الإغراء السوداني “للخروج” من المحور الإسرائيلي، وفي هذه الحالة يجب على الأخيرة أن تكون حذرة، وتتصرف بحذر واهتمام تجاه التغييرات الجارية، بسبب الوضع السيئ، ولكن إذا نجحت المحاولة الدولية، بما فيها الإسرائيلية، للتوفيق بين البرهان وحميدتي، فيجب الافتراض أنه سيكون هناك جهد سوداني لإكمال العملية تجاه إسرائيل”.

وختم بالقول، إنه “قد يؤدي جهد إسرائيلي بالتنسيق مع جميع الفاعلين المحتملين المعنيين لإخراج السودان من حالة أزمة إلى نقطة محورية إقليمية إيجابية تستمر فيها العملية الإسرائيلية باتجاه التطبيع”.

وفي شباط/ فبراير 2023، توجه وفد إسرائيلي للخرطوم برئاسة وزير الخارجية إيلي كوهين، واتفقا على خطوات لتعزيز توقيع اتفاق تطبيع مسؤول.

قالت وسائل إعلام عبرية، إن إسرائيل عرضت على طرفي الأزمة في السودان استضافة مفاوضات في تل أبيب لوقف إطلاق النار.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت، بأن “وزارة الخارجية الإسرائيلية عرضت استضافة قمة مصالحة بين الأطراف المتقاتلة في السودان، بهدف وقف إطلاق النار”.

وقال وزير الخارجية إيلي كوهين قوله: “منذ اندلاع القتال في السودان، تعمل إسرائيل عبر قنوات مختلفة من أجل وقف إطلاق النار”.

وأضاف كوهين أن “التقدم الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة في المحادثات مع الطرفين، مشجّع للغاية”.

وتابع: “إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في وقف الحرب والعنف في السودان، سنكون سعداء للغاية للقيام بذلك”.

وأواخر 2020، أعلنت إسرائيل والسودان تطبيع العلاقات بينهما، بعد تعهّد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بإزالة اسم البلد العربي من قائمة ما تعتبرها واشنطن “دولا راعية للإرهاب” وتقديم مساعدات للخرطوم، إلا أن تل أبيب والخرطوم لم يوقعا رسميا بعد على اتفاق تطبيع العلاقات.

وتشهد السودان منذ 15 أبريل/ نيسان اشتباكات في عدة مدن بينها العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت إلى مئات القتلى وآلاف الجرحى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى