تحسين لصورة اليهود.. إشادة إسرائيلية بتغيير السيسي للمناهج الدراسية 

وصل التطبيع المصري مع الاحتلال لزروته مع وصول السيسي للحكم، والذي وصل للكثير من المجالات، لكن أخطر أنواعه هو  التطبيع التعليمي، من خلال إدخال الأفكار التطبيعية للطلاب المصريين حتى يصبع طبيعيًا.

أشادت أوساط إسرائيلية بعملية التغيير على المناهج الدراسية المصرية منذ وصول السيسي للحكم عام 2014، والتي شهدت تحسين لصورة اليهود، والاعتراف بالعلاقة التاريخية بين اليهود والأرض الفلسطينية.

وفحصت دراسة إسرائيلية جديدة لأول مرة المناهج الدراسية في مصر في الصفين الأول والثاني، وزعمت أنها وجدت تحسنًا كبيرًا في النظرة لليهود التي أعيدت كتابتها كجزء من الإصلاح الذي وصل حتى الآن للصف الخامس، وتم تقديم العديد من المحتويات التي تعزز السلام والتسامح وقبول الآخر.

وقال إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن “الدراسة أجراها معهد الأبحاث IMPACT-se، بإشراف أوفير فينتر باحث الشؤون المصرية بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وشملت 271 كتابًا دراسيًا نشرت بين 2018-2023 من وزارة التعليم المصرية التي تدير أكبر تعليم النظام في العالم العربي بأسره، ويضم 25 مليون طالبا، وظهر لديه أن الكتب الجديدة للسنوات الأخيرة لا تتضمن الصور النمطية المعادية للسامية، أو الأفكار العنيفة تجاه اليهود وإسرائيل، كالموجودة في الكتب القديمة”.

وأضاف، أن “الكتب المصرية الجديدة تخلو من وصف اليهود بالصفات السلبية مثل الغش والجشع والغدر، واستبدلت هذه المضامين بقيم التسامح والتعايش التي تؤكد على الأسس المشتركة بين الإسلام واليهودية، مثل كتاب التربية الإسلامية للصف الخامس الذي ربط بين حرب يوم الغفران وحروب النبي محمد ضد اليهود باعتبارها حربًا دينية بين المسلمين واليهود، ووصف اليهود بأنهم خونة بطبيعتهم، والبحث عن آيات قرآنية حول غدرهم”.

وأوضح أن “المناهج المصرية الجديدة تضمنت محتوى جديدا حول تأكيد العيش مع اليهود على أساس السلام والعدالة والتعاون، مع الإشارة إلى أن النبي محمد سعى للعلاقات السلمية والتعايش والرحمة مع اليهود، ويُطلب من الطلاب تصميم كتيب بعنوان “دليل التعاون مع الآخرين”، والإشارة لأمثلة تعكس الاحترام والتسامح والتعاون تجاه اليهود استنادًا إلى قصص النبي محمد في المدينة المنورة، وتطبيق هذه القيم في الحياة اليومية في الوقت الحاضر”.

وكشف أنه “بطريقة غير مسبوقة بالنسبة لبلد عربي مسلم، نشرت وزارة التعليم المصرية كتبًا جديدة موجهة للطلاب المسيحيين في فصول الدين في جميع أنحاء البلاد، تحمل اعترافا بالصلة الدينية اليهودية بأرض فلسطين التاريخية، ووجود الهيكل المزعوم الذي بناه الملك سليمان في القدس المحتلة”.

واستدرك بالقول إن “الطلاب المصريين في الصفوف العليا يستمرون بالتعرض لمعاداة السامية في السياقات الدينية والتاريخية في الكتب المدرسية، وتشمل إلقاء اللوم على اليهود في التسبب بمعاداة السامية في أوروبا، ووصفهم بمجموعة عرقية تتعامل مع المال وكراهية المسلمين، دون وجود محتوى يحكي عن الهولوكوست، ويتهم الصهاينة باستغلال الادعاء بأن ستة ملايين يهودي قتلوا أو أحرقهم النازيون لتبرير هجرة اليهود إلى فلسطين على حساب الفلسطينيين المقيمين هناك”.

وأوضح أنه “فيما يتعلق بإسرائيل، تكشف الكتب المدرسية مواقف متناقضة، فقد طرأت تغييرات إيجابية مهمة للغاية في دراسة اتفاقية السلام بين الدولتين، مقارنة بما كتب بعهد الرئيس الراحل حسني مبارك، حيث يتعلم الطلاب المصريون حاليًا عن فوائد الاتفاقية، ويتم التركيز بشكل أكبر على شرعية إسرائيل كشريك في السلام، ويطلب من الطلاب حفظ بنودها، ووصف فوائد السلام لمصر والدول العربية، كما يتضمن صورة مناحيم بيغن رئيس الوزراء الراحل خلال توقيع الاتفاق بالبيت الأبيض، والحديث عن علاقات ودية بدل الطبيعية”.

وأكد أنه “غالبًا ما يتم تقديم إسرائيل على أنها “كيان صهيوني” غير شرعي، تدعمه القوى الاستعمارية الغربية، ويقودها استمرار طموح للتوسع على حساب الفلسطينيين والعرب، ويتم تقديم تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط كهدف سياسي، بل كواجب إسلامي، وفي الخرائط تجنبوا تسمية إسرائيل باسمها، وأشاروا بدلاً منها باسم “فلسطين”، لكن بعض الخرائط أصبحت أكثر حيادية في النسخ الجديدة، بحذف اسم فلسطين على الخريطة، وتركه دون ذكر اسم الدولة”.

وزعم أن “المناهج المصرية الجديدة تظهر تغييراً إيجابياً للغاية تجاه إسرائيل، حيث تقدم حبّ السلام كمفهوم عام وروح وطنية وقيمة إسلامية مدعومة بآيات قرآنية وتقاليد، وإدخال موضوع “القيم واحترام الآخرين” منذ الصف الأول، والتأكيد على الحريات الدينية، ونبذ الكراهية والعنف في المجتمع، وأهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى”.

ومنذ انقلاب السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، توطدت علاقته مع إسرائيل بشكل كبير.

ويعتبر الصهاينة السيسي منحة من السماء، حتى  قال عنه الجنرال المتقاعد في جيش الاحتلال، آفي بنياهو، والذي كان يشغل منصب الناطق باسم جيش الاحتلال، “إنّ السيسي هدية شعب مصر لإسرائيل” بسبب سياساته الداخلية في مصر والذي يرى أنها تصب في المصلحة الاستراتيجية للدولة العبرية.

أمّا الباحث في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، أوفير فنتور، فقال إنّ تل أبيب حققت إنجازاً كبيراً بصعود السيسي، وذلك لأن السيسي حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطينيّ بحجة الاهتمام بالشأن المصريّ الخّاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى