تحت ضغط المقاطعة والغضب الشعبي.. فريق دراجات إسرائيلي يتخلى عن هويته ويفرّ من “وصمة الاحتلال”

شهدت الساحة الرياضية الأوروبية تطورًا لافتًا يعكس مدى عمق تأثير حملات المقاطعة والاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد إعلان فريق الدراجات الإسرائيلي “إسرائيل- بريمير تيك” عن تخليه رسميًا عن هويته الإسرائيلية وإعادة إطلاق نفسه بهوية جديدة قبل موسم 2026، في خطوةٍ تمثل اعترافًا صريحًا بفشل التطبيع الرياضي في مواجهة الوعي الشعبي المتنامي.
ضغوط متصاعدة واحتجاجات متكررة
الفريق الذي تأسس عام 2014 بترخيص إسرائيلي، وجد نفسه في مواجهة عاصفة من الرفض الشعبي خلال مشاركته في سباقات أوروبا، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
الاحتجاجات الواسعة التي رافقت طوافات فرنسا وإسبانيا وإميليا دفعت المنظمين إلى استبعاده من بعض السباقات بدعوى الحفاظ على “السلامة العامة”، وسط مطالبات من متضامنين مع فلسطين بطرده من جميع المنافسات الرياضية.
الرعاة يضغطون.. والهوية تنهار
تحت هذا الضغط الجماهيري والسياسي، أجبر الرعاة الفريق على مراجعة اسمه وهويته، بعد أن بات الارتباط بإسرائيل عبئًا أخلاقيًا واقتصاديًا يهدد مصالحهم التجارية.
ففي بيانه الأخير، تحدث الفريق بلغة “التضحية من أجل البقاء”، معلنًا أن إزالة الهوية الإسرائيلية ضرورة لضمان المستقبل، بينما قرر مالكه الملياردير الصهيوني سيلفان آدامز التنحي عن إدارة الفريق بعد فشله في تبرير الارتباط بإسرائيل أمام الرأي العام.
سقوط “القوة الناعمة” الإسرائيلية
لم يكن هذا الحدث مجرد تغييرٍ في اسم نادٍ رياضي، بل ضربة رمزية لواحدة من أدوات “القوة الناعمة” التي استخدمتها تل أبيب لاختراق الوعي العالمي عبر الرياضة.
فبعد سنوات من محاولات تحسين صورتها عبر فرق رياضية ومشاركات ثقافية، تتراجع إسرائيل اليوم تحت ضغط الرفض الشعبي والمقاطعة، لتجد نفسها منبوذة حتى في ميادين يُفترض أنها “محايدة”.
دلالة أعمق: من الملعب إلى الوعي
تكشف هذه الواقعة أن المعركة ضد الاحتلال لم تعد مقتصرة على السياسة أو السلاح، بل باتت معركة وعي تمتد إلى الثقافة والرياضة والفن.
ومثلما أسقطت حملات المقاطعة العالمية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فإنها اليوم تفرض كلفتها على إسرائيل خطوة بخطوة، لتبرهن أن الاحتلال لا يمكن تلميعه مهما غيّر ألوان شعاراته.
تخلّي فريق “إسرائيل- بريمير تيك” عن هويته الإسرائيلية ليس مجرد قرار إداري، بل انتصار رمزي لحركة المقاطعة العالمية ورسالة واضحة بأن الاحتلال بات عبئًا حتى على من حاولوا تلميعه برياضة “السلام”.







