بن غفير عقبة أمام حكومة نتنياهو للتطبيع مع العرب

 

خلال اجتماع حكومته الرسمي الأول، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “نحن عازمون على تعميق اتفاقيات السلام الموجودة وإضافة اختراقات طرق تاريخية”، في إشارة إلى التطبيع مع دول عربية خاصة السعودية، وتعميق علاقات إسرائيل مع الدول العربية التي طبعت مسبقاً معها. 

إلا أن الأوساط السياسية والدبلوماسية توقفت عند ردود الفعل العربية الحادة بعد اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، بوصفها تعبيراً عن ضيق الصبر تجاه الحكومة اليمينية الجديدة، ومدى ضغط وزرائها على نقاط سياسية ودينية حساسة، خاصة بالنسبة للسعودية، فضلاً عن الفرص السياسية الضئيلة التي تحصل عليها الحكومة في العواصم الغربية.

ورأت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستواجه اختباراً لعلاقاتها مع الدول العربية، في وقت يتوقع الفلسطينيون أن تعمل على تبديد ما تبقى من آمالهم بإقامة دولة مستقلة.

ووصفت المجلة الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، مضيفة أن الكثير من الإسرائيليين يخشون مما يعنيه ذلك لديمقراطيتهم.

وتضم التشكيلة الوزارية الجديدة شخصيات يمينية من أمثال وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا ذات مرة إلى الفصل بين اليهود والعرب في أجنحة الولادة خشية أن تُجبر زوجته على إنجاب مولودها بجوار “عدو”. أما بن غفير فهو يرأس حزباً “يروج للتفوق اليهودي” بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

ورغم أن بن غفير كان من بين الشخصيات البارزة التي قدمت لها الإمارات الدعوة لحضور الاحتفال بيومها الوطني بأحد فنادق تل أبيب في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2022، فإنها اضطرت للتنديد به في 3 كانون الثاني/يناير لاقتحامه المسجد الأقصى في القدس.

وقد أظهرت موجة الإدانات التي جاءت من عمان والقاهرة وأبو ظبي والرياض ومدن عربية أخرى بعد اقتحام بن غفير الذي استمر 13 دقيقة فقط، مدى ضآلة المصداقية السياسية للحكومة اليمينية الجديدة، وإلى أي مدى يضغط شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الائتلاف على النقاط الأكثر حساسية للعالم العربي والغربي.

وأشار المراسل السياسي لموقع “واللا” العبري باراك رافيد إلى أن “الإدانة السعودية لخطوة بن غفير جاءت سريعة نسبياً، فالسعوديون هم قادة العالم الإسلامي السني، وأي ضرر يلحق بالمسجد الأقصى، حتى لو كان رمزياً، هو شيء يجب أن يثوروا ضده، ويصدق هذا بشكل مضاعف مع تزايد الرواية الإسرائيلية بشأن قرب التطبيع مع المملكة، ولعل رد الفعل السعودي الحاد على بن غفير إشارة إلى المساحة المحدودة للغاية للمناورة التي تتمتع بها الدول العربية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع حكومة اليمين الإسرائيلي، لأن أي توتر أو تصعيد على الأرض سيضطرهم إلى تهدئة علاقاتهم بها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى