بناءً على طلب ماكرون.. فرنسا تحظر مجموعتين متضامنين مع فلسطين
أعلن وزير الداخلية الفرنسي حظر منظمتين متضامنين مع فلسطين بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلًا إنه سيتحرك لحل “فلسطين ستنتصر” و”لجنة العمل من أجل فلسطين”، وذكرت صحيفة “يوروب 1” الفرنسية أن الحكومة “تحت غطاء دعم القضية الفلسطينية تتهم الجماعات بالترويج لكراهية إسرائيل”.
وتأسست منظمة فلسطين ستنتصر في عام 2019، وتتهمها الحكومة “بالدعوة إلى الكراهية والتمييز والعنف”، وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين: إن “فرنسا تتهمها أيضًا بعلاقات مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي جماعة محظورة”، ثمنت حركة المقاطعة موقف الاتحاد العام للعمال في فرنسا- فرع “معهد العالم العربي” في باريس (CGT-IMA) وتضامنه المبدئي مع الحقوق الفلسطينية ورفضه للتطبيع مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي.
وأشار الاتحاد في بيانٍ له إلى الأصوات التي خرجت من المجتمع المدني الفرنسي والعربي المعترضة على تنظيم معرض “يهود الشرق” بالشراكة مع مؤسسات إسرائيلية متواطئة، إضافة إلى تعمّد الجمع بين فنانين عرب وفلسطينيين مع فنانين إسرائيليين في مهرجان (Arabofolies)، وجاء في البيان أنه: “وفقاً للعديد من المؤسسات الفلسطينية، ومن ضمنها الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ “إسرائيل” (PACBI)، فإن ما حدث لن يسهم فقط في دفع التطبيع مع “إسرائيل”، بل في أن يلعب معهد العالم العربي في فرنسا دور حصان طروادة في تمرير (اتفاقيات أبراهام)”.
وقد اعترض البيان على الخلط الضار بين الثقافة اليهودية-العربية والمشرقية من جهة والنظام الإسرائيليّ من جهة أخرى، وجددت حركة المقاطعة دعوتها لكافة الفنانين والمثقفين العرب والدوليين التقدميين إلى تكثيف الضغط على إدارة “معهد العالم العربي” لإنهاء تورّطه في تلميع جرائم نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ، وتشجيعه على التطبيع معه.
أكد تحقيق استقصائي نشره موقع “أوريان” الفرنسي، وجود تعاون عسكري سري بين فرنسا وكيان الاحتلال الإسرائيلي، رغم وجود تنافس بينهما في مبيعات الأسلحة خصوصا إلى أفريقيا، كشف التحقيق الذي أعده الصحفي جان ستارك، أن تل أبيب وباريس لديهما علاقات ودية في العديد من المجالات، مشيرًا إلى أن التعاون العسكري يطال مجالات مرتبطة بحرب المستقبل التي تجمع بين القيادة الرقمية والطائرات دون طيار والروبوتات.
وأشار التحقيق إلى أن الإسرائيليين يشتهرون بكسر الأسعار من أجل الاستيلاء على أسواق السلاح، منوها إلى أن “إسرائيل” استثمرت كثيرًا في القارة الأفريقية منذ اتفاقيات أوسلو، لا سيما في مجال حماية السلطات القائمة، وذكر أن هناك بعض النقاط التي يتعاون بها الطرفان، منوها إلى أن مرتزقة إسرائيليين يقومون منذ فترة طويلة بتأطير كتيبة التدخل السريع (BIR) في الكاميرون، وهي وحدة نخبة تحت قيادة الرئيس بول بيا.
وتقوم الشركات الإسرائيلية بتجهيز كتيبة التدخل السريع، خاصة ببنادق هجومية. وهذا من شأنه إزعاج الصناعيين الفرنسيين الذين تعد الكاميرون زبونا تقليديا لديهم، وبحسب الكاتب، فإن هذا الوضع يعود إلى أن العلاقة قد انعكست. ففي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت فرنسا تبيع الأسلحة لـ “إسرائيل”.
أما اليوم فتل أبيب هي التي تبيع فرنسا أنظمة المراقبة الإلكترونية وطائرات بدون طيار وحتى الجنود الآليين. يعد ذلك مزعجا بعض الشيء للعزة المفرطة لعسكريي وصناعيي قطاع الدفاع الفرنسي، ويكشف الكاتب عن مشاركة “إسرائيل” في البرنامج الخفي المسمى “تآزر الاتصال المعزز بتعدد الاستخدامات وتثمين المعلومات”، وهو في قلب استراتيجية القوات البرية الفرنسية للعشريات المقبلة.