بلغ ذروته عام 2018.. الموساد يكشف كواليس التطبيع المغربي مع الاحتلال
يوما بعد يوم تتكشف خيوط المؤامرة التي حاكتها بعض الأنظمة العربية العميلة للتطبيع مع الاحتلال، والتي بدا واضحا أن اتفاقات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني التي أُبرمت برعاية أمريكية وإنفاق إماراتي لم تكن سوى تأكيدا للمؤكد، حيث كشف نائب رئيس الموساد السابق، رام بن باراك، الدور الذي لعبه في تطبيع العلاقات بين المغرب و”إسرائيل”، إذ قال في إن المسؤولين المغاربة بدأوا عملية التطبيع منذ 2018.
وأضاف بن باراك، الذي يشغل حاليا رئيس لجنة الشؤون الخارجية و”الدفاع” في الكنيست، إن مسؤولًا مغربيًا تواصل معه وسأله عما إذا كانت هناك إمكانية لأن تساعد “إسرائيل” في التأثير على الأمريكيين فيما يخص قضية الصحراء.
وأوضح: “قلت إن هذا ممكن، لكن على “إسرائيل” أيضًا أن تتلقى منه شيئًا، تطبيع العلاقات، سيتعين على المغاربة أن يدعموا علنا “صفقة القرن” لترامب”، مشيرا إلى أنه “بعد أسبوع، عاد إليّ وقال، “نحن مستعدون”.
وفي السياق ذاته، قال بن باراك “إن العملية تعطلت بسبب عدم تحرك إدارة نتنياهو مع الأمريكيين”، مشيرًا إلى أنه تواصل شخصيًا مع صديق في واشنطن كان في إدارة جورج بوش الإبن، وطلب أن يكون على اتصال بـ”جيسون جرينبلات”، المسؤول عن إدارة ترامب في الشرق الأوسط.
ويمكن في ضوء ذلك فهم لما لم يعد التطبيع المغربي مع الاحتلال الصهيوني رهين الأروقة السياسية وحسب، بل انتقل سريعا إلى الوسط الثقافي والعلمي والثقافي، حيث كشفت شركة “مهادرين” الإسرائيلية، عن الاستثمار في زراعة فاكهة الأفوكادو بالمغرب بأكثر 8.9 مليون دولار، بشراكة مع شركة مغربية رائدة في المجال الفلاحي، على ما يقرب 455 هكتارا، حيث يتوقع أن ينتج التحالف الإسرائيلي المغربي 10.000 طن من الأفوكادو سنويًا.
وقالت شركة “مهادرين”، أكبر منتج ومصدر للحمضيات في “إسرائيل”، إنها ستبدأ لأول مرة في زراعة الأفوكادو في المغرب، تلبية للطلب المتزايد باستمرار على الأطعمة الفائقة الجودة، بحسب ما أوردته صحيفة ” ألجمينر”.
بينما كشف الرئيس التنفيذي لشركة “مهادرين” شاؤول شيلح، “أن زراعة الأفوكادو في المغرب جزء من خطة أكبر لنكون قادرين على تزويد عملائنا الأوروبيين بسهولة أكبر من “إسرائيل”، من حيث الجغرافيا، ومن حيث التكاليف الأكثر تنافسية”.
ويتوقع شليح “استلام الأرض من الحكومة المغربية قريبًا، من أجل الشروع في العمل، وهناك خطط لبدء الزراعة في أذار/مارس من العام 2022، ليكون المنتج متاحًا في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ويمكن توقع حصاد كامل في غضون خمس سنوات تقريبًا”.
وغير بعيد، أبرمت الجامعة العبرية في القدس وجامعة بن غوريون في النقب اتفاقيات مع جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية المغربية هذا الأسبوع، بدعوى تعزيز التعاون الأكاديمي.
ويشمل هذا التعاون وفقًا لصحيفة “جروزاليم بوست” العبرية، “البحث المشترك والدرجات التعاونية” الابتكار على نطاق عالمي”، حيث تم التوصل إلى الاتفاقات نتيجة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” والمغرب في ديسمبر الماضي باتفاق التطبيع.
ويقول المتحدث باسم وزارة خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي، ليئور حياة، في مقابلة مع موقع “العين” الإخباري الإماراتي، إن المغرب يستعد لفتح سفارة إسرائيلية في غضون شهرين.