بعد فوز الرئيس بوريك.. هل بدأ اليسار العالمي يستعيد قِواه أمام النّفوذ الإسرائيلي المُتراجِع ابتداءً من أمريكا الجنوبيّة؟
احتفلت الجالية الفلسطينية في تشيلي، بفوز الرئيس الجديد للبلاد غابريال بوريك، المعروف بتضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني، وبحسب ما نشره موقع “ميدل إيست مينتور”، فإن الجالية الفلسطينية قدمت شكرها للرئيس الجديد على دعمه المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى وعوده السابقة بحظر استيراد المنتجات الإسرائيلية المصنعة في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسارعت الجالية الفلسطينية إلى تهنئة الرئيس المنتخب من خلال خطاب وقعه رئيس الجالية موريس خميس ماسو، جاء فيه: “بالنيابة عن الجالية الفلسطينية في تشيلي، نتمنى لكم التوفيق في حكومتكم، ونعلن أننا من الآن فصاعداً نكرس كل إمكانياتنا ونضعها تحت تصرفكم، متمنين لكم التقدم وتحقيق النمو والعدالة والحرية والنزاهة”.
وفاز المرشح اليساري غابريال بوريك في انتخابات الرئاسة، بعد أن تفوق على غريمه اليميني المتطرف خوزيه أنطونيو كاست بعشر نقاط، وكان بوريك قد وصف كيان الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، بأنه دولة ترتكب الإبادة العرقية وجرائم الحرب، بما في ذلك تصريحه في مقابلة تلفزيونية أثناء حملته الانتخابية قال فيها: “لا يهم مقدار ما تملكه تلك الدولة من قوة، نحن بحاجة لأن تقف سياستنا الخارجية مع حقوق الإنسان وأن تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة، بغض النظر عن الحكومة”، وقال الموقع البريطاني، إن فوز بوريك في الانتخابات الرئاسية يمثل أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أنه قد رحبت حركة المقاطعة في بالفاست بإضاءة برج الهاتف في تشيلي بالكوفية الفلسطينية لدعم الشعب الفلسطيني ورفض خطة الضم الإسرائيلية، وذلك مع حلول الموعد الذي أعلنه الاحتلال لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة، وتزينت ناطحة سحاب في العاصمة التشيلية سانتياغو، بالكوفية الفلسطينية، تعبيرًا عن رفض خطة الاحتلال لضم أراضٍ فلسطينية بالضفة المحتلة، وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه سيبدأ عملية ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية مطلع يوليو/ تموز الحالي، وذلك بعد دعم كبير من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال ما يُسمى “صفقة القرن”.
وتشمل الخطة ضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة، فيما تشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم سيصل أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة المحتلة، وتضامنت العديد من الدول والجهات الدولية والعربية مع فلسطين ضد خطة الضم، داعية إلى وقف تنفيذها لمخالفتها الصريحة للقانون الدولي، إذ هددت بعض هذه الدول بفرض عقوبات على الاحتلال، ويشار إلى أنه قد طالب مجلس الشيوخ التشيلي الحكومة التشيلية باتخاذ قرار لمقاطعة البضائع الإسرائيلية وخاصة الصادرة من المستوطنات غير الشرعية المقامة على أراضي الفلسطينيين المسروقة في الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، وقّع سبعة رؤساء سابقين لدولٍ في أميركا اللاتينية، ومئات الشخصيّات السياسيّة والثقافيّة والأكاديميّة والاجتماعيّة، بيانًا يدعو المجتمعَ الدولي إلى فرض عقوباتٍ على الاحتلال الإسرائيلي بسبب اعتزامه ضمّ أراضٍ فلسطينيةٍ محتلّة، ومضيّه قدمًا في تطبيق نظام الفصل العنصري، ومن بين الموقّعين على البيان الرئيسة البرازيليّة السابقة “ديلما روسيف”، والرئيس الأسبق “لولا دا سيلفا”، والرئيس البوليفي السابق “إيفو موراليس”، والرئيس الكولومبي السابق “ايرنيستو سامبر”، والرئيس الإكوادوري السابق “رافائيل كوريا” والأورغواياني “خوسيه موخيكا”، ورئيس الباراغواي السابق “فيرناندو لوغو”.
وجاء توقيع هؤلاء الرؤساء ضمن أكثر من 320 شخصية بارزة على بيانٍ صدر أمس الخميس، ردّاً على الخطة الإسرائيلية المُعلَنة لضمّ وشرعنة السيطرة الإسرائيلية على أراضٍ فلسطينية محتلة، ومن بين الموقّعين كذلك الفنانان البرازيليان “تشيكو بواركيه” و”كايتانو فيلوسو”، والأرجنتيني الحائز على جائزة نوبل للسلام “أدولفو بيريز اسكيفيل”.
ويأتي هذا البيان كجزءٍ من مبادرةٍ جنوب أفريقية تهدف لتوحيد مواقف الجنوب العالميّ، من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، استجابةً لنداء المجتمع المدني الفلسطيني لفرض عقوباتٍ على الاحتلال لوقف مخطّط الضمّ والتوسع ولمناهضة نظام الفصل العنصري.