بعدما استمر العمل به أكثر من 60 عامًا.. رسميًا السودان يلغي قانون “مقاطعة إسرائيل”
من النقيض للنقيض ومن الكرامة للخيانة والعار، النظام السوداني ومنذ أن تقلد مفاصل الحكم بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، وهو ماضٍ في قطار التطبيع، لا يوقفه شيئ، لا عروبة ولا إسلام.
فبلد اللاءات الثلاث والذي كان يفتخر على مر السنين بمقاطعته لدولة الاحتلال الإسرائيلي ها هو يصادق على إلغاء قانون مفاطعة إسرائيل.
حيث قام مجلسا السيادة والوزراء في السودان، مساء أمس الاثنين، بالتصديق على إلغاء قانون لمقاطعة إسرائيل، ظل قائما طوال 63 عاماً.
وأحالت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، أمر التشريع لمجلسيِّ السيادة والوزراء، لحين تعيين مجلس تشريعي.
وغرد وزير العدل السوداني، نصر الدين عبد البارئ، قائلاً: “أجزنا قبل قليل في الاجتماع المشترك مشروع قانون التعديلات المتنوعة (اعتماد النظام المالي المزدوج)، ومشروع قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، ومشروع قانون الاستثمار، ومشروع قانون بإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل.”
وكان السودان صادق على قانون المقاطعة الموحَّد الذي جرى إقراره بين الدول العربية عام 1958، والذي ينص على تجريم كافة أشكال التعاقد والتعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المعاملات ذات الطابع التجاري.
ويحوي القانون عقوبات للمخالفين تشمل السجن مدة قد تصل إلى عشر سنوات أو بالغرامة التي تحددها المحكمة أو بالعقوبتين معاً، مع مصادرة البضائع والمضبوطات.
ومنذ يناير الماضي وبالتزامن مع زيارة وزير الخزانة الأميركي حينها، ستيفن مونشين، إلى الخرطوم، وبدأت خطى التقارب بين السودان ودولة الاحتلال تظهر في الأُفق، وذلك عقب لقاء وُصف بالـ”تاريخي” جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، برئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في عنتيبي الأوغندية، في فبراير 2020.