برعاية الإمارات.. قطار التطبيع السوداني مع الاحتلال يدخل مرحلة جديدة
في خطوة يراها بعض المحللين تعميقًا للتطبيع بين السودان والاحتلال، كشفت صحيفة “السوداني” أن وفدا عسكريا سودانيا بقيادة قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو “حميدتي”، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية، ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، قد زار “إسرائيل” سرًا، ولم توضح الصحيفة أي تفاصيل أخرى بشأن الزيارة، فيما لم تنف أو تؤكد السلطات في الخرطوم ما أوردته.
ورغم أن السودان انضم إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، لكنه لم يشارك في احتفال مرور عام على الاتفاقيات الشهر الماضي مثل الإمارات والبحرين، وكانت وسائل إعلام سودانية ذكرت أن السودان سيوقع اتفاقا رسميا لتطبيع العلاقات مع الاحتلال خلال تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في واشنطن.
يشار إلى أنه قد كشف تحقيق صحافي عن دور عميل موساد سابق عمل لصالح المجلس العسكري الانتقالي السوداني والإمارات من أجل تحقيق أهدافهما التي تتضمن تلميع صورة المجلس، ومساعدته في إحكام السيطرة على السلطة، وفي ذات الوقت تحقيق أهداف الدولة الخليجية.
وجاء في التحقيق الذي أعده موقع “ساسة بوست” أن عميل الموساد السابق هو آري بن ميناشي، وهو إسرائيلي كندي عمل سابقا في جهاز الموساد، وينشط في مجال الضغط السياسي الدولي، ويعمل مستشارًا لعدة حكومات وجهات بالشرق الأوسط وأفريقيا، منها: الإمارات، وحليفها في ليبيا اللواء خليفة حفتر، والسياسي التونسي نبيل قروي.
وأظهر أن التعاقد يكشف سعي المجلس للحصول على اعتراف دولي، ودعم أمريكي وروسي، ومن ناحية ثانية يضغط بن ميناشي على المجلس لمنح شركة “موانئ دبي” الإماراتية احتكارا لتشغيل الميناء الجنوبي في بورتسودان.
ويشير إلى أن آري بن ميناشي حصل على مليون و500 ألف دولار من زبونه الإماراتي، موانئ دبي، ليحصّل لهم موافقة من زبونه الآخر، محمد حمدان دقلو حميدتي والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، لتدير موانئ دبي الميناء الجنوبي في بورتسودان لمدة 20 عامًا، والطريف في الأمر أنه أخذ من حميدتي 6 ملايين دولار أيضًا.
ويأتي تعاقد حميدتي والمجلس مع آري بن ميناشي وشركته ديكنز آند ماديسون كندا (Dickens & Madson Canada) ، وسجّل العقد في 7 أيار/ مايو 2019، ويحوي كثيرًا من الأهداف، بحسب التقرير، وبموجب العقد، ستضغط الشركة على الحكومة الأمريكية، وروسيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، وإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، وكذلك تنسيق اجتماعات مع شخصيات أمريكية رفيعة المستوى، وتنسيق لقاء علني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمجلس، وبالمثل تنسيق اجتماعات مع مسؤولين روس، والعمل لتحصيل دعم عسكري للجيش السوداني.
أما الملف الثاني على الأجندة، فهو إسقاط تهم الإرهاب الأمريكية عن السودان، ورفع اسمه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وعلى المستوى الإقليمي، وعدت الشركة بتنسيق اجتماعات مع قادة في المنطقة “لتسوية الخلافات” معها، فيما قد تكون إشارة للاحتلال الإسرائيلي، وبخصوص ليبيا، وعدت الشركة بالعمل مع حفتر للحصول على تمويل للمجلس، لم يحدد العقد ماهيته أو حجمه، مقابل دعم عسكري من الجيش السوداني له في الحرب الليبية.
وتذكر وثائق الشركة أنها تتواصل مع أجهزة أمنية أمريكية ومع الحكومة الأمريكية، لتُطلعها بشكل مستمر على أنشطتها لصالح المجلس، ومنذ بداية التعاقد، دافعت الشركة عن المجلس العسكري، وعملت على تحسين صورته على المستوى الدولي، خاصة بعد الفضّ الدموي للاعتصام، ويظهر هذا بوضوح في مقابلة بن ميناشي مع “بي بي سي”.