بدأت تتكشف أهدافه لاحقا.. كيف استغلت الإمارات “إكسبو دبي” لترويج التطبيع مع الاحتلال؟

 

يرى المحللون السياسيون أن سلطات الإمارات تستخدم معرض “إكسبو 2020 دبي” للترويج لصورة عامة من الانفتاح والتطبيع مع الاحتلال تتنافى مع جهود الحكومة لمنع التدقيق في انتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان، أكدت حركة المقاطعة بأنّ الجهة المنظّمة للجناح المشارك في معرض “إكسبو دبي” التطبيعي تحت اسم “فلسطين” هي السلطة الفلسطينية، وأن هذه المشاركة لا تمثل الشعب الفلسطيني الرافض في غالبيته الساحقة للتطبيع،وقالت حركة المقاطعة في بيان لها: إن ذلك يأتي “في ضوء محاولات بعض المشاركين في معرض “إكسبو دبي” التطبيعي التذرع بوجود جناح فلسطيني لتبرير موقفهم، وهجوم البعض على نداءات المقاطعة العربية والدولية للمعرض بتوظيف ورقة التوت الفلسطينية”.

وأضافت أن “السلطة الفلسطينية القائمة غير منتخبة وليس لديها تفويض ديمقراطي من الشعب الفلسطيني لتمثله، فمنظمة التحرير الفلسطينية لا تزال هي الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في الوطن والشتات”. وأوضحت “تنحصر “سلطة” السلطة الفلسطينية، كما يعترف مسؤولوها، في مناطق محدودة من الأراضي المحتلّة عام 1967، التي لا تزال تتعرض للمزيد من النهب والاستيطان الإسرائيلي يوماً بعد يوم”.

وبيّنت أن “الغالبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية والشعبية والنقابية الداعمة لحركة المقاطعة (BDS) تعتبر مشاركة السلطة الفلسطينية في إكسبو دبي التطبيعي، الذي يرعاه نظام الإمارات الاستبدادي الخائن للقضية الفلسطينية، تواطؤاً وتشجيعا على التطبيع الرسميّ العربي ومحاولة لتوفير ورقة توت فلسطينية للنظامين الاماراتيّ والإسرائيليّ للتغطية على جرائمهما وتحالفهما العسكريّ-الأمنيّ”.

ودعت مجموعات المقاطعة العربية المختلفة الفنانين العرب والفرق العربية المشاركة في الفعاليات الترفيهية والفنية المرافقة لمعرض إكسبو دبيّ التطبيعي بالانسحاب فوراً، وذلك نزولاً عند رغبة الجماهير العربية الرافضة بغالبيتها الساحقة للتطبيع، وأكدت المجموعات أن هذه المشاركة تعتبر، بغض النظر عن النوايا، مساهمة في تلميع وشرعنة التطبيع الرسميّ الإماراتيّ.

وأضافت “في الوقت الذي يقاطع فيه أحرار العالم المعارض والتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية بسبب تورطّها في منظومة القمع والأبارتهايد الإسرائيلية، يحتفي نظام عربي استبدادي بمشاركة جناحٍ إسرائيليّ يروّج لـ”حضارة” وإنجازات تكنولوجية بنيت على دماء وآلام شعب فلسطين والشعوب العربية الشقيقة”.

وذكرت أنه “حسب البرنامج المنشور على الموقع الرسميّ للمعرض، الذي سينطلق في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ويستمرّ لمدّة 6 أشهر، فإن المشاركات تتراوح بين فرق محلية عربيّة وفنانين عرب ومن العالم الإسلاميّ على رأسهم كاظم الساهر ونانسي عجرم وراغب علامة وعمر العبداللات وعبد الرحمن محمد ومحمد عبده وأحلام وسامي يوسف”، وذلك إضافة إلى العديد من الأسماء غير المعلنة حتى اللحظة.

يشار إلى أنّ البرنامج يشتمل كذلك على مشاركة لفرق إسرائيليّة أي أنّ مشاركة الفرق والفنانين العرب لا تعدّ فقط مساهمة في التغطية على التطبيع الرسميّ للنظام الإماراتي بل هي بحد ذاتها ممارسة تطبيعية يتم فيها الجمع بين فنانين عرب وإسرائيليين في نفس المعرض المقام على أرضٍ عربية، وفي السياق، شارك الصندوق القومي اليهودي، الذي أعلن مؤخرا خططا للاستيلاء على أراضٍ واسعة للفلسطينيين في الضفة الغربية، في الجناح المخصص لـ “إسرائيل”، في المعرض العالمي “إكسبو دبي 2020”.

ويأتي ذلك في وقت تتوقع “إسرائيل” بأن يزور هذا المعرض 15 ميلون شخص، مستفيدة بذلك من اتفاقية التطبيع الموقعة مع دولة الإمارات، وقد افتتحت “إسرائيل” جناحها المخصص في المعرض قبل أيام، بمشاركة 17 وزارة حكومية مختلفة، إلى جانب “الصندوق القومي اليهودي”، وشركة الكهرباء الإسرائيلية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء، تحت قيادة اللجنة التوجيهية.

وكان الصندوق القومي اليهودي وافق قبل أشهر، على رصد مبلغ مالي كبير قدره 1.2 مليار دولار، لنهب المزيد من أراضي الضفة الغربية، بهدف توسيع الاستيطان، وتنفيذ مشاريع البنى التحتية المختلفة للمستوطنات، وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها تتوقع أن يقوم 15 مليون زائر، بزيارة على مدار الحدث، مشيرة إلى أن دعوة “إسرائيل” للمشاركة في الحدث “وجهت في 2018″، أي قبل توقيع اتفاق التطبيع المعروف باسم “أبراهام” بين “إسرائيل” والإمارات، ويشير ذلك إلى وجود قنوات اتصال عدة كانت قائمة بين أبو ظبي وتل أبيب، والتي نتج عنها قبل التوقيع زيارات لمسؤولين إسرائيليين كبار للإمارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى