بالرغم من الرفض الشعبي والرسمي.. فريق كرة قدم للاحتلال يشارك في مونديال إندونيسيا

تواجه إندونيسيا مأزقًا في ظل الرفض الشعبي والرسمي لمشاركة فريق تابع للاحتلال في مونديال الشباب المقام في البلاد، أو تعريض أنفسهم لعقوبات قوية من الفيفا، قبل أن يسمح الرئيس الإندونيسي للفريق التابع للاحتلال المشاركة في البطولة، وتأكيده على موقفه الثابت من التطبيع.

وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إن مشاركة إسرائيل في كأس العالم لكرة القدم تحت 20 عاما، التي تستضيفها بلاده، لا تمس أو تغير موقف جاكرتا الداعم والراسخ من القضية الفلسطينية، ولا تمثل أي تغيير في سياستها الخارجية. 

وشدد الرئيس على دعم إندونيسيا لفلسطين وحلّ الدولتين، وأنه لا يجب الخلط بين الرياضة والسياسة.

وأشار إلى أن إسرائيل ضمنت مقعدا بالبطولة في يوليو/تموز الماضي، بعد فترة طويلة من حصول بلاده على حقوق استضافة البطولة.

وفي وقت سابق، قال عضو المجلس التنفيذي بالاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، أريا سينولينجا، إن الاتحاد الدولي ألغى قرعة مونديال الشباب، التي كانت مجدولة الجمعة المقبل في جزيرة بالي؛ بسبب عدم مشاركة الجانب الإسرائيلي في القرعة، بينما تفرض لائحة الفيفا تمثيل جميع الفرق المتأهلة، موضحا أنه ليس هناك قرار نهائي بشأن موعد جديد أو مكان آخر لإجراء القرعة، حسبما أورد موقع “الجزيرة نت”.

وأكد سينولينجا أن اتصالات تجري مع الرئاسة ووزارتي الخارجية والرياضة “لإنقاذ كرة القدم الإندونيسية”، مشيرا إلى أنه ليس متفائلا بشأن مقترح لعب الفريق الإسرائيلي مبارياته في سنغافورة.

وتأتي هذه التطورات في ظل الرفض الرسمي والشعبي لمشاركة الاحتلال بالمونديال، حيث أرسل حاكم جزيرة بالي، وايان كوستير، خطابا إلى وزير الشباب والرياضة، قبل أيام، يرفض مشاركة الفريق الإسرائيلي، معللا رفضه باختلاف السياسات الدولية والإقليمية بين البلدين، ولعدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما.

وجاء الرفض من سياسيين في الحزب الحاكم (النضال من أجل الديمقراطية)، جاء الرفض أيضا على لسان رئيس الشؤون الدينية في الحزب حكمة حق، كما كان ذلك موقف حاكم إقليم جاوا الوسطى، غانجار برانوو، وامتد الموقف إلى حزب التنمية المتحد أحد أحزاب التحالف الحاكم.

ويعد نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري، هدايت نور واحد، أول الداعين لرفض المشاركة الإسرائيلية بالمونديال كان حيث دعا وزير الرياضة إلى رفض حضور الفريق الإسرائيلي، مذكّرا برفض الرئيس الأسبق، أحمد سوكارنو، لعب بلاده ضد إسرائيل في تصفيات كأس العالم عام 1958، كما لم يوافق على مشاركة إسرائيل في دورة الألعاب الآسيوية عام 1962 في جاكرتا.

وتوسعت دائرة الرفض لتشمل أحزابا مختلفة، وجاء الرفض من حزب العدالة والرفاه المعارض، الذي أكد أن موقفه ليس دينيا، لكنه متعلق بالاحتلال والجانب الإنساني، وبأن إندونيسيا لا تعترف رسميا بوجود إسرائيل.

ولايوجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إندونيسيا وإسرائيل، وشهدت جاكرتا مؤخرا احتجاجات للمطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في البطولة التي تقام بين 20 مايو/أيار و11 يونيو/حزيران المقبلين. 

وسبق أن أشارت تقارير عبرية، عن سعي الكيان المحتل لتوسيع دائرة التطبيع لتشمل دول عربية وإسلامية من بينها إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي من حيث السكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى