انتصار جديد لحملات المقاطعة.. بايدن يجمد صندوق تمويل صفقات التطبيع 

 

لم يذهب هباءً الجهد الضخم الذي تبذله حركات المقاطعة للاحتلال الصهيوني حول العالم، والتي ظهر صداها بوضوح في إسقاط الكثير من التحركات الدولية لدعم التطبيع العربي مع المحتل الصهيوني، ولا سيما في العالم الغربي الذي يتشدق بدعم الحريات، بينما يمد المحتل الصهيوني بكل ما هو ممكن من وسائل الدعم لفرض المزيد من القمع والتشريد على الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وحامل حق البقاء فيها.

 

وضمن آخر نجاحات حملات الضغط الدولية والحقوقية المساندة لفلسطين وحقها التاريخي، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت تجميد “صندوق أبراهام” الذي أعلن عن إنشائه بعد توقيع اتفاق التطبيع بين دولة الاحتلال الصهيوني ودول عربية قبل أشهر.

 

ونقلت صحيفة Globes العبرية، يوم الأربعاء الماضي عن مصادر مقربة من الملف تأكيدها أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علقت حتى موعد غير محدد أنشطة “صندوق أبراهام” الذي تم إنشاؤه في عهد سلفه، دونالد ترامب، وكان من المفترض أن يخصص استثمارات بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى مشاريع تنموية تشمل إسرائيل والدول العربية التي قررت تطبيع العلاقات معها.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن “صندوق أبراهام” تلقى، خلال ثلاثة أشهر من عمله منذ أكتوبر 2020، طلبات لتمويل مشاريع مختلفة، ووافق على أكثر من عشرة مشاريع في قطاعات الطاقة والتكنولوجيات الغذائية والمالية، كما تواصل مع مؤسسات مالية كبرى في الولايات المتحدة بطلب المشاركة في جهود زيادة ميزانيته.

 

لكن مع تولي بايدن مقاليد الحكم في يناير الماضي، تم تعليق أنشطة “صندوق أبراهام” بالكامل، مع استقالة مديره، أرييه لايتستون، الذي عينته إدارة ترامب، ولم تعين الإدارة الجديدة خليفة له حتى اليوم.

 

من جانبها، علقت القناة 12 الخاصة الإسرائيلية على تقرير غلوبي بالقول إن “الكلمات الجميلة لواشنطن وأبوظبي بشأن استثمار مليارات الدولارات في إسرائيل باتت حبراً على ورق”.

 

وأضافت أن تجميد “صندوق أبراهام” كان أحد أسباب إنشاء الصندوق الإماراتي للاستثمار في إسرائيل، والذي تم الإعلان عنه في مارس الماضي. ولفتت إلى أن الصندوق الإماراتي الذي أنشئ بقيمة 10 مليارات دولار أيضاً يتعثر هو الآخر.

 

وقال الموقع إنه منذ إعلان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عن تأسيس الصندوق، لم يتقدم العمل فيه بأي شكل يذكر، باستثناء حوار عام بين ممثلي وزارة الخارجية الإسرائيلية ونظرائهم في الإمارات حول سبل النهوض بأنشطة الصندوق.

 

ولكن الصحف الإسرائيلية لم تبد تخوفها من هذه الخطوة، حيث أكدت أن مسألة التطبيع العربي مع الاحتلال الصهيوني لا تقود الولايات المتحدة لواءه مطلقا، بل إنه مخططاته تخرج بوضوح من أعلى نقطة يسكنها البشر في العالم، حيث العاصمة الثقافية للإمارات، دبي، وهو الأمر الذي يبعث ارتياحا على المحتل الصهيوني ومحلله الاستخباراتيين.

 

وبدا واضحا أن الإمارات التي تقود محور التطبيع لا تكترث بأي غضب عربي أو تحول غربي تجاه ملف التطبيع، حيث يمثل الأمر بالنسبة للنظام الحاكم فيها قضية شخصية، يحملون لواءها بشكل فج وصريح وغير مكترث بأي عوائق قد تهدد استمراريته، مستغلة في ذلك الاستثناءات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد العربية، دافعة أنظمة تطبعية للولوج أكثر في وسخ التطبيع، في مقدمها أنظمة المغرب المليكة والسودان العسكري، وبالطبع لا يمكن نسيان دولة الريتويت الإماراتي، البحرين، التي لا يذكر التاريخ لنظامها الحاكم موقفا واحدا مشرفا من مسألة التطبيع منذ التحول المعيب الذي شهدته الإمارات في سياستها تجاه الاحتلال الصهيوني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى