النظام المغربي يقمع الرافضين للتطبيع في البلاد

ستمر النظام المغربي في قمع رافضي التطبيع مع الاحتلال من خلال محاكمات جائرة وأحكام بالسجن، لا تدل إلا على خيانة نظام المخزن للدم العربي والفلسطيني.

قضت محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء بسجن مناهض التطبيع وعضو “جماعة العدل والإحسان”, عبد الرحمان زنكاض, بأربع سنوات نافذة على خلفية تدويناته المنتقدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وكانت المحكمة الابتدائية للمحمدية قد أدانت الناشط المناهض للتطبيع ابتدائيا بخمس سنوات نافذة, قبل أن تصدر أمس الاربعاء محكمة الاستئناف بالدار البيضاء حكمها بأربع سنوات سجنا نافذة بحق زنكاض الذي كان يتابع في حالة اعتقال.

يشار الى أن عبد الرحمن زنكاض اعتقل في 22 مارس الماضي بعد اقتحام بيته من قبل عناصر الشرطة ليتم عرضه في أولى جلسات محاكمته بعد يومين أمام المحكمة الابتدائية بالمحمدية بسبب تدويناته المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل الابادة التي يرتكبها في قطاع غزة.

ووجهت له تهم “الإهانة والإساءة في حق مؤسسة دستورية بواسطة الوسائل الإلكترونية والتحريض على ارتكاب جنايات, وبث وتوزيع وقائع كاذبة بقصد التشهير”.

ونددت “جماعة العدل والإحسان” بالمحمدية بالحكم في حق معتقل الرأي عبد الرحمن زنكاض  ووصفته ب”الجائر”, مبرزة في بيان لها “التدهور الخطير” لحقوق الإنسان في المغرب والمتابعات والأحكام الظالمة في حق المعارضين “حتى من صوت معارض أو تدوينة منددة منحازة لقضية فلسطين العادلة والمشروعة”.

وتساءلت: “ألم يكن يعلم  المخزن وهو يوقع مذكرة التطبيع بشكل انفرادي أنه وضع نفسه خارج الإرادة الشعبية الحرة لهذا الشعب الذي كان وسيظل وفيا لفلسطين ومتشبثا بحقها الدائم في استرداد كل أرصها من الصهاينة الأنجاس؟..ألم يكن يعلم أن لهذه الخطوة المتهورة رافضون”.

وبعد أن استنكرت بشدة هذا الحكم “الظالم” وباقي الأحكام الصادرة في حق المعارضين, عبرت ذات التشكيلة السياسية عن رفضها لهذا الحكم “الظالم الجائر” واعتبرته “استمرارا لمسلسل التخويف وتكميم الأفواه وتوظيف القضاء للانتقام من كل معارض لسياسات الدولة اللاشعبية”.

وأبرزت أن “زنكاض معتقل رأي يؤدي ثمن قول كلمة الحق في سجون الاستبداد و هذا الحكم لن يزيده إلا شرفا ورفعة”, مشددة على “الاستمرار في دعمها له بكل الوسائل الحقوقية الممكنة حتى ينال حريته”.

كما لفت ذات البيان الى أن “معركة إسقاط مذكرة التطبيع المشؤومة لا تقل أهمية عن معركة تحرير فلسطين من دنس الصهاينة وأن الأثمان التي يدفعها الأحرار في سبيل ذلك لرخيصة في سبيل نصرة الأقصى المبارك”.

يستمر الشعب المغربي في نضاله ضد التطبيع مع الاحتلال ودعما لأهالي غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، في ظل تجاهل من النظام المغربي لمطالب الشعب.

طلاب وأكاديميون وقعوا عرائض ونداءات تطالب بإلغاء اتفاقيات الشراكة مع جامعات إسرائيلية

خلال الأشهر الأخيرة تصاعدت داخل أسوار جامعات المغرب الاحتجاجات الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، بالتزامن مع استمرار الحرب المدمرة التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

خلال هذه الاحتجاجات التي خرجت في الأساس تضامنا مع غزة، طالب آلاف من الطلاب والأكاديميين والموظفين بوقف مسار التطبيع مع إسرائيل، خصوصا الأكاديمي منه.

واتخذت الاحتجاجات أشكالا عدة، بما فيها تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية داخل أسوار الجامعات، أو إصدار بيانات ونداءات وعرائض وإرسالها إلى إدارات الجامعات، أو تسليط الضوء على مطلب وقف التطبيع عبر مؤتمرات ولقاءات فكرية نظمها الطلاب.

فمنذ أشهر، ينظم طلاب في جامعات مدن عدة مثل الدار البيضاء (غرب)، وتطوان وفاس (شمال)، مظاهرات ووقفات احتجاجية حاشدة دعما لغزة بمواجهة الحرب الإسرائيلية.

وخلال هذه المظاهرات والوقفات، كان وقف التطبيع مع إسرائيل، وخصوصا الأكاديمي، المطلب الحاضر دائما في احتجاجات هؤلاء الطلاب.

كذلك، نظمت الاتحادات الطلابية بالجامعات مؤتمرات ولقاءات فكرية عدة ركزت على مطلب وقف التطبيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى