النضال مستمر.. الشعب المغربي ضد التطبيع
يستمر الشعب المغربي في رفض التطبيع مع الاحتلال في ظل الجرائم التي يرتكبها بحق أهالي غزة، وسط تخاذل من النظام المغربي.
وجه الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، جمال لعسري، رسالة إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يطالب من خلالها بإلغاء معاهدة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، على ضوء الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.
وخاطب زعيم “حزب الشمعة”، في رسالته، رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالقول: “بصفتكم رئيس الحكومة، ألم يحن الوقت لتصحيح الخطيئة التي ارتكبها سلفكم بتوقيعه معاهدة التطبيع مع هذا الكيان الإرهابي؟”.
وتابع الأمين العام للحزب اليساري، في الرسالة التي توصلت هسبريس بنسخة منها، وهو يوجه سؤالا إلى ناصر بوريطة: “استنادا إلى مواد الدستور المغربي، وخاصة المواد 93/92/89/8، واستنادا إلى المرسوم الخاص باختصاصات وتنظيم وزارة الشؤون الخارجية، وخاصة المادة الأولى منه، ألم يحن الوقت لحكومتكم أن تصدر قرار إلغاء معاهدة التطبيع؟”، وزاد: “ماذا تنتظرون لعرض مقترح إلغاء معاهدة التطبيع مع هذا الكيان القاتل؟”.
وطالب المسؤول الحزبي، في رسالته، الحكومة المغربية بـ”تصحيح خطيئة الحكومة السابقة، وذلك بإصدار قرار الإلغاء العاجل لمعاهدة التطبيع وإلغاء كافة الاتفاقيات والمعاهدات التي تولدت عنها؛ وهذا أقل ما يمكن القيام به إدانة لحرب الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في حق فلسطين شعبا وأرضا”.
وعرج الأمين العام للحزب المعارض على الشعارات التي ترفع في الوقفات والمسيرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط التطبيع، إذ دعا الحكومة إلى “الرد على مطالب إلغاء معاهدة يرفضها الشعب قاطبة بأطفاله وشيوخه، نسائه ورجاله، شبابه وكهوله، وبمختلف مشاربه الفكرية والإيديولوجية”.
وتساءل لعسري: “على ضوء الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية ألم تكفيكم أزيد من ثلاثمائة يوم من حرب الإبادة، والتطهير العرقي، وكل أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لتلغوا هذه المعاهدة المشؤومة؟ ألم تكفيكم كل هذه المجازر والمذابح ومئات الآلاف من الضحايا جلهم أطفال ونساء بين شهداء وجرحى ومفقودين؟ ألم يكفيكم كل هذا التدمير الممنهج لدور العبادة والمستشفيات والمدارس وكل ما يؤشر على الحياة؟”.
كما شارك آلاف المغاربة في مظاهرات حاشدة, عقب صلاتي الجمعة والعشاء, تنديدا بسياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة الفلسطينية وللمطالبة بإسقاط التطبيع المخزني-الصهيوني, وذلك بعدة مدن, بينها وجدة و طنجة و تطوان و شفشاون والرباط والدار البيضاء.
وطالب المحتجون الذين توشحوا الكوفيات الفلسطينية, بإنهاء العدوان المتواصل على غزة, مرددين شعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية, وأخرى رافضة للتطبيع مع الاحتلال مثل “الشعب يريد إسقاط التطبيع”, و “فلسطين أمانة و التطبيع خيانة”, كما رفعوا أعلام فلسطين وصورا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية, الذي اغتاله الكيان الصهيوني.
وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرية قضايا الأمة, محمد الرياحي في تصريحات صحفية, إن الشعب المغربي من خلال هذه الاحتجاجات يؤكد دعمه للشعب الفلسطيني في “صموده لمواجهة آلة الحرب الصهيونية التي تمارس اليوم أبشع صور التقتيل بحق شعب أعزل يطالب بالحرية والكرامة”, كما أنها تعبير متواصل عن “الرفض الشعبي” لاتفاقيات التطبيع مع الاحتلال, معربا عن استنكاره لهرولة النظام المغربي نحو التطبيع مع قتلة النساء والأطفال.
وفي سياق ذي صلة, وفي ردها على تصريحات السفيرة المغربية في فرنسا, حول ولاء المغرب للكيان الصهيوني, قالت الأكاديمية المغربية و الناشطة الحقوقية لطيفة البوحسيني في منشور لها على حسابها على شبكات التواصل الاجتماعي: “حينما اخترتم التطبيع مع كيان غاصب ومحتل ومجرم وقاتل, اخترتم الجهة الخطأ من التاريخ, فيما اخترنا نحن وعبر مختلف تعبيراتنا ومسيراتنا منذ طوفان الأقصى الانحياز إلى الجهة الصحيحة من التاريخ, أي الاصطفاف مع الشعب الفلسطيني ومع المقاومة الفلسطينية في معركتها المفصلية”.
هذا وتتواصل انتفاضة الشارع المغربي ضد التطبيع المخزني-الصهيوني, حيث يخرج الشعب المغربي, في مسيرات احتجاجية عارمة, عبر عشرات المدن وبشكل شبه يومي, للمطالبة بإلغاء جميع الاتفاقيات التطبيعية و طرد الصهاينة من المملكة, محذرا من مغبة التمادي في إبرام اتفاقيات عسكرية تهدد الأمن القومي للبلاد.