النضال الشعبي البحريني يجبر الملك على التراجع في التطبيع التربوي

حالة من الغضب في المجتمع البحريني رفضًا لتغيير المواد التعليمية بما يخدم التطبيع، بما في ذلك تغيير الخرائط والأحاديث النبوية.

في سبتمبر 2020، وقعت البحرين رفقة الإمارات على اتفاقية “أبراهام” التطبيعية مع الاحتلال، برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب.

قبل شهرين، استعانت البحرين بما يسمى “المؤتمر اليهودي العالمي” لتغيير مناهج التعليم لديها بما يتناسب مع “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية، بهدف الوصول إلى ما أسمته بـ”التسامح الديني”.

التغييرات والتعديلات في المناهج التربوية في البحرين والمسّ بالأوقاف الإسلامية أثارت موجة من الغضب واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما طالت هذه التعديلات الخرائط الجغرافية والأحاديث الشريفة والسيرة النبوية في الكتب الدراسية.

وتفاعل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما أسموه التطبيع التربوي، مؤكدين “وجود تغييرات في المناهج البحرينية تضمنت”إدخال كلمة إسرائيل في الخارطة، في كتاب اجتماعيات الصف الأوّل الإعدادي، وحذف درس عن اليهود في كتاب الاجتماعيات الخاصّ بالصف الثالث الإعدادي، وثالثا إدخال درس يتحدث عن اتفاقية التطبيع بين البحرين وإسرائيل”.

 أصدر العلماء والدعاة بمملكة البحرين بعد هذه التغييرات، بيانا قالو فيه إنهم “تبلغوا ببالغ القلق والأسى ما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم من تغييرات مشبوهة في عدد من المناهج الدراسية المقررة في المدارس الحكومية”

وطالب البيان وزارة التربية بالتراجع الفوري وإعادة الأمور إلى نصابها.

ما أدى لرضوح الملك البحريني للإرادة الشعبية، حيث  أصدر ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أمرا لوزير التربية والتعليم بالوقف الفوري لأي تغييرات طالت المناهج التعليمية.

وأفادت وكالة أنباء البحرين، بأن بن حمد قرر إيقاف التغييرات بالمناهج “غير المتوافقة مع القيم الوطنية البحرينية، والمتمثلة في حماية الدين، وعدم المساس بثوابته، والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجاً، وفق ما ورد في ميثاق العمل الوطني والدستور”.

وبالرغم من الأمر الذي أصدره ولي العهد البحريني بوقف العمل بالتغييرات الخاصة بالمنهج التعليمي، إلا أن ذلك لم يمنع المغردين من المطالبة بمحاسبة وزير التربية لأنه “تصرف بدون الرجوع الى رئيس الوزراء، وتم صرف مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة”.

ورأى مغردون أن التطبيع هو “أساس سياسي وليس تعليمي وقرار المناهج سيادي لا يخص أية دولة أخرى”.

وقارن البعض مع البلدان العربية الأخرى التي طبعت مع إسرائيل من قبل مثل مصر والتي حسب تعبيرهم “لم تتغير المناهج الدراسية فيها بعد اتفاق كامب ديفيد حتى اليوم”.

ويعد التطبيع التربوي من أخطر أساليب تغلغل العدو الى المجتمعات العربية والإسلامية، كمحاولة لجعل الكيان الصهيوني مقبولًا لدى الأجيال الصاعدة عبر إدخاله في المناهج التربوية ولا سيما التي تفرضها الحكومات في المؤسسات التعليمية الرسمية.

ويعد الشعب البحريني من الشعوب الرافضة للتطبيع بشكل كبير، والذي يستمر في نضاله ضد إقامات العلاقات مع الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى