بين الإشادة والإدانة.. مواقف متضاربة من التطبيع مع الصهاينة

بعد موجة التطبيع التي أغرقت بعض البلاد العربية، بعدما خاضت لجتها أنظمة استبدادية أفقرت الشعوب وباعت الثروات، تضاربت المواقف المختلفة، حول عملية التطبيع، نستعرض تلك المواقف فيما يلي:

الموقف الفلسطيني من التطبيع

السلطة الفلسطينية وموقفها من التطبيع

أعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها بمطلب واضح ومحدد وهو إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وقد قالت السلطة الفلسطينية إنها قد أظهرت خلال السنوات الماضية مرونة كبيرة مع قضايا الصراع الأساسية، وعلى رغم تجاوبها الشديد إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض كل الاقتراحات المقدمة لإتمام عملية السلام، بل لم يكتف بالرفض وإنما عملت على تقويض أركان الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، خاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث صعد الاحتلال مؤخرا من حربه على تواجد السلطة الفلسطينية فيها.

موقف المقاومة

موقف المقاومة من التطبيع

من جانبها أعلنت المقاومة الفلسطينية رفضها لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وقد اعتبرت حركة حماس “التطبيع مع إسرائيل خيانة لشعوب الأمة وقيمها وأخلاقها، وغدر بتضحيات الشعب الفلسطيني”، وفقا لما ورد على لسان متحدث الحركة في الخارج ماهر صلاح.

المواقف العربية الرسمية

المواقف العربية الرسمية من التطبيع

تباينت مواقف الدول العربية تباينا أقرب إلى التوافق، فهناك ثلاث دول عربية قد اعترفت سابقاً بإسرائيل، تلك الدول (مصر، والأردن، وموريتانيا)، وأخرى كانت على علاقات دبلوماسية عميقة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مثل المغرب، هذا بالإضافة إلى دول أخرى كانت على علاقات اقتصادية بدولة الاحتلال مثل سلطنة عمان.

أما في الآونة الأخيرة فقد أعلنت إسرائيل عن زيارات من قبل قيادات إسرائيلية وفرق رياضية؛ فضلا عن زيارة قام بها رئيس وزرائها إلى عُمان، كما احتفت حكومة الإمارات بفوز لاعب إسرائيلي بالميدالية الذهبية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، كذلك قامت وزيرة الثقافة والرياضة في دولة الاحتلال بزيادة دولة الإمارات لحضور مباريات جودو في نفس الفترة التي شارك فيها فريق إسرائيلي في بطولة دولية للجمباز في قطر.

وبحسب تقارير للمراقبين فإن هناك خمسة عشر نظاماً عربياً يقيمون علاقات بشكل ما مع دولة الاحتلال، تتنوع تلك العلاقات بين التجارية والاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والسياسية، وكل تلك الأنظمة باتت ترى أن القضية الإسرائيلية لابد من إنهاء ملفها تماما حتى ولو على حساب الفلسطينيين أنفسهم، وتبقى بعض الدول القليلة التي ترفض الانسياق مع موجة التطبيع مثل الكويت وتونس.

موقف المجتمع الدولي

في الوقت الحالي تعترف 157 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإسرائيل كدولة، ولا ترى أية قيود سياسية أو أمنية أو حقوقية في التعامل معها، في حين ترفض 32 دولة الاعتراف بدولة إسرائيل وتعتبرها كيانا محتلا حتى ولو تعاملت معها بصورة غير رسمية.

أما عن موقف دولة الاحتلال، فهي في الظاهر تعلن دعمها لخيار حل الدولتين، لكنها واقعيا تحاول بكل جهودها عرقلة أية حلول تسعى لعودة اللاجئين الفلسطينيين، أو تفكيك المستوطنات اليهودية، أو الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو حتى لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة ومستقلة، وهذا يفسر بأن دولة الاحتلال تسعى إلى الحصول على اتفاقيات التطبيع والاعتراف بها دون الاعتراف بأي حق في إقامة دولة فلسطين.

موقف الشعوب العربية

في الوقت الذي أخذت اتفاقات التطبيع مع الاحتلال الجانب الرسمي للدول العربية، إلا أن جميع الشعوب العربية لا زالت ترفض الاعتراف بهذه الصفقات التي تدرجها تحت بند الخيانة، وكثيرا ما عبرت عن ذلك بالمظاهرات الواسعة، ودعم فكرة المقاومة بالتضامن الشعبي أو التبرعات.

هذا هو موقف الشعوب التي تصر على عروبتها على الرغم من صوتها الخافت بعد أحداث الربيع العربي والثورات المضادة والانقلابات العسكرية في بعضها، حيث تعتبر الشعوب القضية الفلسطينية هي أم القضايا العربية والإسلامية، وهي بداية الصراع ونهايته.

اقرأ أيضًا: منظمة التعاون الإسلامي : الصوت المضيع للعالم الإسلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى