المغرب ينتفض ضد التطبيع: وقفات غاضبة تندد بالعدوان على غزة ومشاركة إسرائيل في معارض رسمية

في تصاعد واضح لحالة الرفض الشعبي المغربي تجاه التطبيع واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت عدة مدن مغربية مساء الثلاثاء سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي جمعت مئات المواطنين، أبرزها في العاصمة الرباط وتطوان ومراكش.
مطالبات بإنقاذ غزة وفتح المعابر
في العاصمة الرباط، تجمع المحتجون أمام مبنى البرلمان استجابة لدعوة “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، حاملين شعارات تطالب بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر بشكل فوري لإدخال المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في ظل العدوان المتواصل.
وردد المشاركون هتافات غاضبة ضد الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، ومنها:
“سحقًا بالأقدام للصهيون ومريكان”، و**”سواء اليوم سواء غدا، التحرير ولابد”**، في إشارة واضحة لرفضهم للازدواجية الغربية في التعامل مع حقوق الإنسان، وصمت الأنظمة العربية عن جرائم الاحتلال.
غضب طلابي ضد “جيتكس إفريقيا” ومشاركة إسرائيلية مثيرة للجدل
الاحتجاجات لم تقتصر على الشارع السياسي، بل امتدت إلى ميادين الجامعات والفعاليات الاقتصادية.
ففي مدينة مراكش، نددت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” بمشاركة شركة إسرائيلية في معرض “جيتكس إفريقيا”، الذي يُعد من أبرز الفعاليات التكنولوجية في القارة، ويُنظَّم بدعم رسمي من وزارة الانتقال الرقمي، وبمشاركة نحو 130 دولة.
الاحتجاجات الطلابية كانت حاضرة بقوة، حيث نظم طلاب جامعيون، بالتعاون مع هيئات مدنية، وقفة أمام المعرض رفضًا لاختراق الشركات الإسرائيلية للفضاءات الاقتصادية المغربية.
وفي مدينة تطوان، نظّم مئات طلاب جامعة عبد المالك السعدي وقفة تضامنية مع غزة بدعوة من “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، مؤكدين التزامهم الثابت بدعم القضية الفلسطينية، ورفضهم لكافة أشكال التطبيع الأكاديمي والاقتصادي.
الغضب الشعبي يتحدى الصمت الرسمي
هذه الاحتجاجات تأتي في ظل تنامي الاستياء الشعبي المغربي من خطوات التطبيع المتسارعة التي باشرتها الحكومة منذ توقيع اتفاقات “أبراهام”، مقابل صمت رسمي مريب تجاه الانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين، وخاصة في غزة.
ورغم محاولات بعض الأطراف الترويج لفوائد التطبيع اقتصادياً وتقنياً، إلا أن الحضور القوي للمواطنين والطلاب في مختلف الوقفات يعكس رفضًا مجتمعيًا واسعًا لا يمكن تجاهله، خاصة حين يتزامن مع مشاهد القصف والمجاعة في القطاع المحاصر.
من جهة أخرى، فإن مشاركة شركة إسرائيلية في معرض دولي تحت إشراف حكومي، تفتح الباب أمام تساؤلات أخلاقية وشعبية حول أولويات السياسة المغربية، وعمق التنازلات التي يتم تقديمها على حساب المبادئ التاريخية للشعب المغربي تجاه القضية الفلسطينية.
الشارع المغربي يقول كلمته: لا لتطبيع يُسهم في تمويل العدوان، ولا لصمت يُغطي على الجريمة.
وبينما تتعرض غزة لإبادة ممنهجة، تؤكد الجماهير المغربية أن فلسطين لا تزال في وجدان الأمة، وأن التطبيع مهما تمدد لن ينجح في قتل الضمير الشعبي.