المغرب من التطبيع إلى التبعية.. تحولات خطيرة في العلاقة مع إسرائيل

منذ إعلان المغرب استئناف علاقاته مع إسرائيل في ديسمبر 2020 ضمن ما سُمي بـ”اتفاقات أبراهام”، شهدت العلاقات بين الجانبين تسارعًا غير مسبوق. لكن ما يُثير الجدل الآن هو ما وصفه السياسي المصري البارز عمرو موسى بأنه “تجاوز للتطبيع نحو التبعية الكاملة”، مع تحذير من أن المغرب أصبح أداة “طيعة” في يد الكيان الصهيوني، وهو ما ينذر بانعكاسات خطيرة على الأمن القومي المغربي والإقليمي.
🧱 أولًا: من التطبيع إلى التحالف ثم التبعية
- العلاقات المغربية-الإسرائيلية ليست وليدة اللحظة، لكنها كانت تقليديًا محصورة في التعاون الأمني السري والاتصالات المحدودة.
- بعد 2020، تسارعت خطوات التطبيع بشكل لافت: فتح مكاتب دبلوماسية، توقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية، وإطلاق مشاريع تعليمية وثقافية مشتركة.
- وفقًا لعمرو موسى، فإن ما يجري لم يعد “تطبيعًا” بالمعنى التقليدي، بل “صهينة عميقة” للمؤسسات المغربية.
🧠 ثانيًا: اختراق مؤسسات الدولة
1. المجال التعليمي والتربوي
- إدماج روايات صهيونية في المناهج التعليمية.
- إطلاق برامج تبادل طلابي مع مؤسسات إسرائيلية.
- تأسيس نوادٍ “للصداقة المغربية-الإسرائيلية” في المدارس والجامعات.
2. التغلغل في المجال الأمني
- طرح مشروع منح الجنسية المغربية لضباط إسرائيليين من أصول مغربية.
- هذا المشروع يتيح لهم التنقل بحرية في المنطقة، والوصول لمواقع حساسة تحت غطاء “المواطنة”، ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.
3. القوانين المرتبطة باليهود المغاربة
- سنّ قانون يسمح باسترجاع الممتلكات لليهود المغاربة.
- صدور أحكام قضائية بإخلاء مواطنين من بيوتهم لصالح يهود هاجروا سابقًا، ما يخلق توترًا اجتماعيًا واقتصاديًا.
🛡️ ثالثًا: التعاون العسكري وتداعياته الإقليمية
- إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب الحدود الجزائرية – خطوة اعتبرها موسى “استفزازًا مباشرًا”.
- تزويد إسرائيل بأسلحة مغربية خلال عدوانها على غزة، ومشاركة رمزية لـ5000 جندي مغربي، وفقًا لما ورد في تصريحات موسى.
- صفقة القمر الصناعي التجسسي بقيمة مليار دولار أثناء الحرب على غزة، تُظهر حجم الانخراط المغربي في دعم المشروع الصهيوني.
⚓ رابعًا: التعاون اللوجستي المقلق
- في حين رفضت دول أوروبية مثل إسبانيا استقبال سفن حربية إسرائيلية، فتح المغرب موانئه، مثل ميناء طنجة، أمامها.
- السفن الإسرائيلية استخدمت وسائل تمويه لإخفاء وجودها، وهو ما يشير إلى تنسيق عالي المستوى بين تل أبيب والرباط لتفادي الحرج الشعبي.
🎭 خامسًا: تناقض الخطاب الرسمي مع الواقع
- تستمر الرباط في التأكيد على دعمها للقضية الفلسطينية، في حين أن ممارساتها تعكس مستوى غير مسبوق من التعاون مع دولة الاحتلال.
- التطبيع يُبرر بخدمة “قضية الصحراء الغربية”، مما يربط دعم الحقوق الفلسطينية بمقايضات سياسية تخدم المشروع الإسرائيلي إقليميًا.
🧨 سادسًا: تداعيات محتملة
- على الداخل المغربي:
- انقسام شعبي متزايد.
- تصدع في ثقة المواطن بالمؤسسات.
- خطر تآكل السيادة الوطنية تحت مظلة “التعاون”.
- انقسام شعبي متزايد.
- على الإقليم المغاربي:
- تصعيد التوتر مع الجزائر، وتآكل التنسيق المغاربي.
- تسهيل الاختراق الإسرائيلي لدول الساحل والصحراء عبر البوابة المغربية.
- تصعيد التوتر مع الجزائر، وتآكل التنسيق المغاربي.
- على القضية الفلسطينية:
- ضرب التضامن العربي الشعبي.
- تحويل الأنظمة من داعم إلى طرف غير محايد أو حتى “معادٍ فعليًا”.
- ضرب التضامن العربي الشعبي.
المغرب لم يعد يكتفي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بل يبدو أنه دخل مرحلة جديدة من “التحالف الاستراتيجي”، قد تترجم قريبًا إلى تبعية عميقة تمس هوية الدولة وتوجهها السيادي.
تصريحات عمرو موسى ليست سوى تحذير من أن المشروع الصهيوني نجح، عبر المغرب، في تثبيت قدمه في شمال إفريقيا، ليس كضيف، بل كشريك يُعاد تشكيل سياسات المنطقة عبره.