“وسام محمد”.. المغرب تهين “الاسم الشريف” وتمنحه لترامب لدوره باتفاق التطبيع!
“وسام محمد”.. المغرب تهين “الاسم الشريف” وتمنحه لترامب لدوره باتفاق التطبيع!
لا تتوقف المغرب عن مفاجئتنا في خطواتها التطبيعية مع الاحتلال، وكأنها في سباق محموم مع الإمارات لنيل جائزة الأكثر خيانةً للعروبة وولاءً لإسرائيل، لم تتوقف عند المضي قدما في اتفاق تطبيع مذموم مع الكيان المحتل، مقابل اعتراف أمريكي هزيل بسيطرة المغرب على الصحراء الجنوبية، وإنما امتدت لما هو أبعد بكثير.
مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية قال لوكالة “رويترز” إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تسلم قبيل ساعات من مغادرته أمس، أرفع وسام من المغرب لمساعدته في التوصل لاتفاق التطبيع مع إسرائيل في احتفالية خاصة أقيمت في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
الأميرة لالة جمالة العلوي سفيرة المغرب لدى الولايات المتحدة قدمت لترامب “وسام محمد”، وهو جائزة لا تمنح سوى لرؤساء الدول هدية من العاهل المغربي الملك محمد السادس. كما تلقى كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش جائزتين لعملهما على الاتفاق الإسرائيلي المغربي الذي جرى التوصل إليه في ديسمبر الماضي.
وكعادة التحركات المغربية في هذا الملف المشين، لم يتم السماح لوسائل الإعلام بحضور مراسم منح الجوائز، وتمت في جنح الخفاء، ولم يكشف عنها إلا بيان صادر عن البيت الأبيض، الذي أراد استثمار “الهدية المغربية” لترامب في آخر أيامه بالبيت الأبيض، وهي أكثر أيامه صعوبة بعد تصاعد الانتقادات بحقه من كل اتجاه.
اندفاع نحو التطبيع
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي سياق الاندفاع نحو التطبيع بين المغرب وإسرائيل، ذكرت تقارير صحفية أنّ ملك المغرب محمد السادس وجه دعوة رسمية مباشرة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو لزيارة التراب المغربي، تجاوبا مع دعوة مشابهة وجهها نتنياهو لملك المغربي لزيارة “تل أبيب” بعد اتفاق التطبيع.
صحيفة “معاريف” العبرية، أكدت التواصليات الرسمية المغربية الإسرائيلية، وزادت بإن محمد السادس اشترط إجراء الزيارة مع الإعلان خلالها عن استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك ليتخذها ذريعة لتبرير موقفه من التطبيع، والزعم بأنها عادت على الفلسطينيين بالنفع.
وبحسب الصحيفة، فإن الملك المغربي يريد استغلال منصبه كرئيس للجنة القدس لاستعادة بلاده دور الوسيط الذي شغله فترة إبرام اتفاق السلام مع مصر ودفع عمليتي أوسلو والدار البيضاء. وبينت أن التدخل الشخصي للملك يهدف للتشديد على مكانته أمام الإدارة الأمريكية الجديدة.
إنجازات تطبيعية في المغرب
وبعد سنوات من حظر دخول الإسرائيليين للبلاد، تقترب حكومة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق “إنجاز تطبيعي” جديد على حساب المغرب، إذ لن يكون بإمكان الإسرائيليين دخول الأراضي المغربية وحسب، بل وسيفعلون ذلك دون الحاجة للحصول على تأشيرة للدخول!
وبحسب بيان رقمي مقتضب صادر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، آريه درعي، أكد فيه أنه تحادث هاتفيا، أمس الإثنين، مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، وبحثا إعفاء متبادلا لتأشيرات السفر بين البلدين.
وقال درعي في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي تويتر: “تحدثت هذا الصباح مع نظيري، وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، وقررنا تشكيل فريق مشترك، لفحص إدخال العمال الأجانب إلى صناعة التمريض، وفحص الإعفاء من التأشيرات”. وأضاف الوزير الإسرائيلي “إلى جانب ذلك، أخبرته بذكريات مسقط رأسي في (مدينة) مكناس، وتبادلنا الدعوات لزيارة إسرائيل والمغرب”.
الشعوب ترفض
لكن الجانب المضيء القادم من الغرب العربي، يكمن في الموقف الشعبي الرافض للتطبيع، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه مؤشر الرأي العربي أن الشعوب المغاربية لا تزال تعارض بأغلبية ساحقة الاعتراف بإسرائيل، على الرغم من تحركات حكومة المغرب لتطبيع العلاقات رسمياً مع تل أبيب.
وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني فإن استطلاع مؤشر الرأي العربي، استند إلى مقابلات وجهاً لوجه أجريت مع 28000 فرد من المشاركين في 13 دولة عربية من بينهم المغرب استمرت حتى سبتمبر 2020.
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، رأى المشاركون في المغرب، فضلا عن الأردن وفلسطين ولبنان ومصر وموريتانيا -الذين يشكلون الكتلة الأكبر من حيث عدد السكان- أن إسرائيل هي التهديد الرئيسي الذي تواجهه بلادهم.
اقرأ أيضًا: الإسرائيليون في المغرب دون قيود.. وزير الداخلية المغربي يبحث مع نظيره الإسرائيلي إعفاءً متبادلا للتأشيرات