المغاربة يستمرون في نضالهم ضد التطبيع
يستمر الشعب المغربي في نضاله المستمر ضد التطبيع مع الاحتلال، ودعما للشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته الباسلة.
احتشد العشرات من أبناء مدينة طنجة في وقفة احتجاجية ليل الجمعة، تنديدا بالمجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة لأزيد من 10 أشهر من الحرب المدمرة.
وردد المحتجون الغاضبون من استمرار العدوان شعارات مناوئة لإسرائيل والدول الداعمة لها، كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، من قبيل “يكفينا يكفينا من الحروب أمريكا عدوة الشعوب”، و”الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب”.
كما هتف المحتجون للمقاومة وحثوها على الصمود والانتقام من إسرائيل، منددين بالتخاذل العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يفتك بأرواح الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع المحاصر.
ودعا المتظاهرون في الوقفة إلى التراجع عن التطبيع وأعلنوا موقفهم الرافض له، منددين في الآن ذاته، بتعيين حسن كعيبة نائبا لمدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، وطالبوا بطرده.
وفي كلمة أمام الحاضرين، قال رضوان الطير، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة بطنجة، إن ساكنة المدينة عبرت وتعبر عن تضامنها “المستمر والحار مع إخواننا في غزة”، مؤكدا أن هذا الصمود يبين أن أرض المغرب بجميع مناطقها هي “أرض المقاومة والدفاع عن قضايا المستضعفين والإنسان”.
ودعا الطير إلى تمليك القيم الإنسانية إلى الأجيال الصاعدة، وتعليمهم أن ما يميز الإنسان كإنسان في هذه الحياة هو “أن تكون له قضية يعيش من أجلها”، محذرا من “الغزو العولمي الذي يريد أن يقدم لنا الخلاعة والصفاقة كنماذج ورموز”.
واعتبر منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة بطنجة أن التطبيع “خطيئة وجريمة في حق المغرب”، معتبرا أن الكيان الإسرائيلي “لا فائدة مرجوة منه، سواء فائدة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، لأن الكيان المجرم الذي يقتل الأطفال لا يمكن أن يعطي بلدنا ذرة خير”.
كما هاجم الطير ما سماها “النخبة الصهيونية” بالمغرب واتهمها بمحاولة تصوير “وجه وردي لهذا الكيان الذي لا يأتي منه إلا الأسوأ، ودليلنا على ذلك هو مصر والأردن، ولا يمكن أن يأتي من ورائه إلا الدمار، ونقول إن دولتنا مخطئة”، حسب تعبيره.
يشار إلى أن مدينة طنجة تشهد أسبوعيا تنظيم فعاليات تضامنية مع غزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وفي سياق متصل، قضت محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء بسجن مناهض التطبيع وعضو “جماعة العدل والإحسان”, عبد الرحمان زنكاض, بأربع سنوات نافذة على خلفية تدويناته المنتقدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وكانت المحكمة الابتدائية للمحمدية قد أدانت الناشط المناهض للتطبيع ابتدائيا بخمس سنوات نافذة, قبل أن تصدر محكمة الاستئناف بالدار البيضاء حكمها بأربع سنوات سجنا نافذة بحق زنكاض الذي كان يتابع في حالة اعتقال.
يشار الى أن عبد الرحمن زنكاض اعتقل في 22 مارس الماضي بعد اقتحام بيته من قبل عناصر الشرطة ليتم عرضه في أولى جلسات محاكمته بعد يومين أمام المحكمة الابتدائية بالمحمدية بسبب تدويناته المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في ظل الابادة التي يرتكبها في قطاع غزة.
ووجهت له تهم “الإهانة والإساءة في حق مؤسسة دستورية بواسطة الوسائل الإلكترونية والتحريض على ارتكاب جنايات, وبث وتوزيع وقائع كاذبة بقصد التشهير”.
ونددت “جماعة العدل والإحسان” بالمحمدية بالحكم في حق معتقل الرأي عبد الرحمن زنكاض ووصفته ب”الجائر”, مبرزة في بيان لها “التدهور الخطير” لحقوق الإنسان في المغرب والمتابعات والأحكام الظالمة في حق المعارضين “حتى من صوت معارض أو تدوينة منددة منحازة لقضية فلسطين العادلة والمشروعة”.
وتساءلت: “ألم يكن يعلم المخزن وهو يوقع مذكرة التطبيع بشكل انفرادي أنه وضع نفسه خارج الإرادة الشعبية الحرة لهذا الشعب الذي كان وسيظل وفيا لفلسطين ومتشبثا بحقها الدائم في استرداد كل أرصها من الصهاينة الأنجاس؟..ألم يكن يعلم أن لهذه الخطوة المتهورة رافضون”.
وبعد أن استنكرت بشدة هذا الحكم “الظالم” وباقي الأحكام الصادرة في حق المعارضين, عبرت ذات التشكيلة السياسية عن رفضها لهذا الحكم “الظالم الجائر” واعتبرته “استمرارا لمسلسل التخويف وتكميم الأفواه وتوظيف القضاء للانتقام من كل معارض لسياسات الدولة اللاشعبية”.
وأبرزت أن “زنكاض معتقل رأي يؤدي ثمن قول كلمة الحق في سجون الاستبداد و هذا الحكم لن يزيده إلا شرفا ورفعة”, مشددة على “الاستمرار في دعمها له بكل الوسائل الحقوقية الممكنة حتى ينال حريته”.
كما لفت ذات البيان الى أن “معركة إسقاط مذكرة التطبيع المشؤومة لا تقل أهمية عن معركة تحرير فلسطين من دنس الصهاينة وأن الأثمان التي يدفعها الأحرار في سبيل ذلك لرخيصة في سبيل نصرة الأقصى المبارك”.