العاهل المغربي يقود تطبيع النّجمة الخماسيّة والنّجمة السداسيّة

أعلن الرّئيس المهزوم والمنتهية ولايته، دونالد ترامب، في تغريدة على “تويتر” أنّ مغرب “السّادس” قد تعهّد بتطبيع علاقاته مع دولة الاحتلال، لتصطفّ الرّباط (عاصمة المملكة المغربية) في طابور الخزي والعار خلف الخرطوم فالمنامة فأبو ظبي، ومن قبلها عمّان والقاهرة، وليست الرياض ببعيد.

وكأنّ ساكن البيت الأبيض، الذي سيغادره قريبا مهزوما مخذولا مُدانا، قد تعمّد اختيار الذّكرى الــ72 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليكشف فيها النّقاب عن اتفاق الخذلان، اتفاق الاعتراف بكيان قائم على هضم وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني العريق وتصفية قضية الوطنيْن العربي والإسلامي المركزيّة: القضيّة الفلسطينيّة.

العاهل المغربي يعلن التطبيع

​​​​​​​ ومساء الخميس 10 ديسمبر/كانون الأوّل 2020، أعلن العاهل المغربي محمد السادس بن الحسن التحاقه بركب العار، واستئناف الاتّصالات الرّسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”، وفق بيان صادر عن الدّيوان الملكي، قرار ملكيّ أصدره السادس دون أن يهتمّ لردّ فعل الشّارع المغربي والمغاربي الذي بذل الغالي والنّفيس في سبيل القضيّة الفلسطينيّة.

العاهل المغربي يعلن التطبيع

وأثار الإعلان موجة من السخط والغضب، وقوبل باستنكار وإدانة من قبل الفصائل الفلسطينية، إذ وُصف بـــ”خطيئة سياسية” بحسب تغريدة للناطق الرسمي باسم حركة حماس حازم قاسم، واعتبرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “سقوطا في وحل الخيانة“، وهو “خيانة لثوابت الإسلام وتفريط بالقدس” بحسب الجهاد الإسلامي.

ولكنّ الإعلان لم يكن مفاجئا بل متوقَّعا جدّا، فمغرب السادس قد مدّ جسور التعاون الأمني والاقتصادي والعسكري مع الاحتلال الإسرائيلي منذ زمن طويل، ومن قبل لعب دور القناة السرّية للتمهيد لتوقيع أول اتفاقية سلام بين دولة عربية، مصر، ودولة الاحتلال، تلك الاتفاقية التي قسمت العرب دهرا وما زالت.

 ثمّ إنّ هذا الاتّفاق المغربي الإسرائيلي يقدّم اعترافا أمريكيا غير مسبوق بشرعيّة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهو ما أعلنه ترامب في تغريدة تلت تلك التي زفّ فيها الخبر المشؤوم، والأساس أنّ القضايا العادلة تفرض نفسها ولا تخضع أبدا  لمنطق المقايضة.

من جهة أخرى، كشف مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” للكاتب والمحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي “روني بيرغمان” أنّ إعلان التطبيع بين المغرب وإسرائيل “يقف خلفه قرابة 6 عقود من التعاون السري والوثيق في النواحي الاستخبارية والعسكرية”.

 وشدد الكاتب على أنّ “الملك الحالي سعى على مدار سنوات، للحصول على مساعدة إسرائيلية، في كسب قبول أمريكي لضم الصحراء لبلاده، والذي أثمر أخيرا في إعلان الخميس الماضي، وكان سيرج باردوغو، زعيم الجالية اليهودية الصغيرة المتبقية في المغرب، سفير الملك من أجل هذه النتيجة، حيث التقى بمسؤولين إسرائيليين وقادة يهود أمريكيين”. وكأنّ قدر القضية الفلسطينية أن لا تُحَلّ أبدا، الكلُّ يؤثر مصالحه الشّخصيّة على حساب تصفيتها، قد باعها بن زايد و حمد آل خليفة للبقاء في السلطة، وباعها الخرطوم من أجل فتات ورفع عقوبات، وباعتها منظمة التعاون الإسلامي ـــ التي تأسّست بالأساس للدّفاع عنها ــ بأمر من وليّ العهد السعودي، وباعتها الجامعة العربية بتشتّت مواقفها وتباينها، واليوم يبيعها المغرب لفرض سيادته على الصحراء الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى