الشعوب ضد التطبيع.. استطلاع رأي يوثق رفض غالبية المغربيين لاتفاقيات العار

 

ربما يبدو بديهيا أن الشعب المغربي الأصيل يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع المحتل الصهيوني المغتصب لأرض الشعب الفلسطيني العربي، إلا أنه لا بأس بتوثيق ذلك في استطلاع رأي حفظا لذاكرة الأجيال أمام الهجمة الإماراتية لتسويق وترويج التطبيع مع المحتل الصهيوني.

وفي هذا الصدد، وثق استطلاع رأي أجرته شبكة “الباروميتر العربي” في 6 دول عربية (ليبيا، المغرب، العراق، تونس، الجزائر، لبنان والأردن) أن غالبية المغاربة يرفضون رفضا قاطعا أي تطبيع مع المحتل الصهيوني، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أن “60 في المائة من المواطنين المغاربة الذين شاركوا في الاستطلاع لا يؤيدون اتفاق التطبيع مع إسرائيل، فيما بدا 10% آخرون متذبذبون أمام خيارات الرفض والتأييد”.

والباروميتر العربي، هو شبكة بحثية مستقلة وغير حزبية، بحسب موقع الشبكة على الأنترنيت، وتنجز استطلاعات للرأي في جميع أنحاء العالم العربي، وقالت الشبكة: “الأرجح أن يُفسر موقف بعض المتذبذبين المغاربة من التطبيع، باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، بالتزامن مع إعلان التطبيع”.

وقال الاستطلاع بشكل واضح إن “الاتفاقات الأخيرة بين الإمارات وإسرائيل، والبحرين وإسرائيل لاقت رفضا موسعا عبر المنطقة العربية”، مدللا على ذلك بأنه في لبنان، “يحبذ 20 بالمئة من المواطنين هذه الاتفاقات، في حين أن أقل من العُشر في كافة الدول المشمولة بالاستطلاع ينظرون إليها بعين الرضا، أم البقية الغالبة فهي ترفض رفضا قاطعا أي شكل من أشكال التطبيع”.

ولم يتوقف النظام المغربي عن مفاجئتنا في خطواته التطبيعية مع الاحتلال، وكأنه في سباق محموم مع الإمارات لنيل جائزة الأكثر خيانةً للعروبة وولاءً لإسرائيل، لم تتوقف عند المضي قدما في اتفاق تطبيع مذموم مع الكيان المحتل، مقابل اعتراف أمريكي هزيل بسيطرة المغرب على الصحراء الجنوبية، وإنما امتدت لما هو أبعد بكثير.

وبعد سنوات من حظر دخول الإسرائيليين للبلاد، تقترب حكومة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق “إنجاز تطبيعي” جديد على حساب المغرب، إذ لن يكون بإمكان الإسرائيليين دخول الأراضي المغربية وحسب، بل وسيفعلون ذلك دون الحاجة للحصول على تأشيرة للدخول!

وبحسب بيان رقمي مقتضب صادر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، آريه درعي، أكد فيه أنه تحادث هاتفيا، أمس الإثنين، مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، وبحثا إعفاء متبادلا لتأشيرات السفر بين البلدين، وقال درعي في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي تويتر: “تحدثت هذا الصباح مع نظيري، وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، وقررنا تشكيل فريق مشترك، لفحص إدخال العمال الأجانب إلى صناعة التمريض، وفحص الإعفاء من التأشيرات”. وأضاف الوزير الإسرائيلي “إلى جانب ذلك، أخبرته بذكريات مسقط رأسي في (مدينة) مكناس، وتبادلنا الدعوات لزيارة إسرائيل والمغرب”.

لكن الجانب المضيء القادم من الغرب العربي، يكمن في الموقف الشعبي الرافض للتطبيع، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه مؤشر الرأي العربي أن الشعوب المغاربية لا تزال تعارض بأغلبية ساحقة الاعتراف بإسرائيل، على الرغم من تحركات حكومة المغرب لتطبيع العلاقات رسمياً مع تل أبيب. 

وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني فإن استطلاع مؤشر الرأي العربي، استند إلى مقابلات وجهاً لوجه أجريت مع 28000 فرد من المشاركين في 13 دولة عربية من بينهم المغرب استمرت حتى سبتمبر 2020. 

ووفقاً لنتائج الاستطلاع، رأى المشاركون في المغرب، فضلا عن الأردن وفلسطين ولبنان ومصر وموريتانيا -الذين يشكلون الكتلة الأكبر من حيث عدد السكان- أن إسرائيل هي التهديد الرئيسي الذي تواجهه بلادهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى