السيسي يستمر في تضييق الخناق على قطاع غزة

يستمر نظام السيسي في تضيق الخناق على سكان قطاع غزة المحاصر، وذلك بمنع عربات الإسعاف التي خرجت من القطاع بالعودة إليه من جديد، وذلك بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع، والذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف وتهجير أكثر من مليون مواطن.
قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن الاحتلال يمنع عودة سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين من مستشفيات مدينة غزة وشمالها إلى معبر رفح .
وقال معروف في مداخلة هاتفية مع قناة “الجزيرة”، إن الصليب الأحمر ومنظمة الصحة والجانب المصري، لم يستطيعوا جميعا إعادة سيارات الإسعاف التي نقلت الجرحى من غزة والشمال على مدى أربع أيام الماضية”.
وشدد على أن سيارات الإسعاف التي استُهدفت مرتين خلال نقلها المصابين إلى معبر رفح، لم تتمكن من العودة بسبب عدم سماح دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة غزة حتى تتمكن من القيام بدورها في إغاثة المصابين في غزة وشمالها.
وطالب معروف بتزويد أي قافلة للمصابين ستتوجه في الأيام القادمة إلى معبر رفح، بسيارات تحمل شعارات الصليب الأحمر والأمم المتحدة لضمان عدم استهداف الاحتلال الإسرائيلي لها.
وفي مطلع الشهر الجاري، أعلنت مصر عن دخول “أول مجموعة من الفلسطينيين المصابين” جراء عدوان الاحتلال على غزة، عبر معبر رفح الحدودي لتلقي العلاج.
ويشهد قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي وقطع الكهرباء والماء، فضلا عن النقص الحاد في المستلزمات الطبية وانهيار المنظومة الصحية نتيجة القصف المباشر للمستشفيات ونفاد الوقود.
ويفتك الجوع جراء الحصار الإسرائيلي الخانق بأهالي القطاع المحاصر، لا سيما في مناطق الشمال، رغم العدد المحدود من شاحنات الإغاثة والإمدادات الإنسانية التي سُمح لها بالدخول إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح.
ولليوم الثاني والثلاثين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف الإسرائيلي العنيف عن ارتقاء أكثر من 10 آلاف شهيد؛ بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، فضلا عن إصابة أكثر من 25 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.
وهدم نظام السيسي عام 2014 الأنفاق مع قطاع غزة، بالتنسيق مع إسرائيل لزيادة الخناق على المقاومة والشعب الفلسطيني.
قال وزير البنى التحتية والطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غمر الأنفاق على حدود بلاده مع قطاع غزة بالمياه “بناءً على طلب من إسرائيل”.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شتاينتس، قوله اليوم السبت في ندوة ثقافية عُقدت في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل “التنسيق الأمني مع مصر أفضل من أي وقت مضى”.
وكانت السلطات المصرية قد غمرت بالمياه في الشهور الماضية عدداً من الأنفاق بين قطاع غزة والحدود الشرقية للبلاد، وفق تصريحات متعددة صدرت في أوقات سابقة عن مسؤولين بالجيش المصري.
ويعتبر شتاينتس من المسؤولين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أنه عضو بالمجلس الوزاري المصغر المعني بالشؤون الأمنية والسياسية “كابينت” الذي من صلاحياته اتخاذ قرارات الحرب والسلم.
وقلل شتاينتس من شأن تقارير صدرت مؤخرا عن الأنفاق بين إسرائيل وغزة، وقال “إن مواطني إسرائيل بإمكانهم الاطمئنان حيال التهديد الذي تشكله الأنفاق على حدود القطاع”.
وأضاف “إسرائيل تتعامل مع الأنفاق بجدية منذ سنوات، وقد قامت بنشاطات ذات مغزى للتصدي لها” غير أنه اعترف بعدم قدرة الحكومة على رصد كل الأنفاق.