السعودية تغير مناهجها الدراسية تمهيدًا للتطبيع

غيرت المملكة العربية السعودية مناهجها الدراسية لتكون أكثر تسامحًا مع اليهود، لتشمل تحسين لصورتهم، بعدما كانت تهاجمهم من قبل، وذلك في إطار الأحاديث المستمرة عن التقارب والتطبيع مع الاحتلال.

كشف تقرير صادر عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، أن السعودية أجرت تعديلات كبيرة في محتوى الكتب المدرسية تشمل اليهود والمسيحيين والقضية الفلسطينية.

وقال المعهد، الذي يراقب كيفية تصوير إسرائيل واليهود في نصوص التعليم، إنه وجد أن “جميع الأمثلة تقريبًا والتي تصور المسيحيين واليهود بشكل سلبي” تمت إزالتها من أحدث الكتب المدرسية في السعودية، بناءً على التوجهات التي رُصدت في السنوات السابقة.

ومن الأمثلة البارزة التي تم حذفها: “أن اليهود والمسيحيين هم أعداء الإسلام”، أو أن “اليهود والمسيحيين يتعرضون للانتقاد لأنهم دمروا وحرفوا التوراة والإنجيل”.

في ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، وجدت IMPACT-SE اعتدالًا، لكن لا يوجد قبول كامل لدولة الاحتلال بعد.

كما تم استبدال إشارات مثل “العدو الإسرائيلي” أو “العدو الصهيوني” بكلمة “الاحتلال الإسرائيلي” أو “جيش الاحتلال الإسرائيلي”، مقابل استمرار حذف دولة الاحتلال عن الخرائط.

وأزيل مثال في درس عن الشعر الوطني حول “معارضة الاستيطان اليهودي في فلسطين”، ولم يعد كتاب الدراسات الاجتماعية في المدرسة الثانوية يحتوي على قسم يصف النتائج الإيجابية للانتفاضة الأولى، الانتفاضة الفلسطينية في أواخر الثمانينيات ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما تم حذف فصل كامل من أحد الكتب المدرسية يتناول القضية الفلسطينية.

وأشارت IMPACT-SE إلى أن “المحتوى الجديد في الكتب المدرسية السعودية ينتقد أيضًا بعض الجماعات الإسلامية مثل حزب الله وداعش والقاعدة ومليشيات الحوثي، وجماعة الإخوان المسلمين”.

وجاء هذا التقرير في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عن قرب اتفاق التطبيع بين تل أبيب والرياض برعاية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويعتبر الرفض الشعبي السعودي للتطبيع هو العائق الرسمي أمام إقامة علاقات مع الاحتلال.

والعام الماضي، فتحت السعودية مجالها الجوي لشركات الطيران الإسرائيلية للمرة الأولى العام، لكنها أصرت على أنه لن يحدث تطبيع قبل قيام دولة فلسطينية.

وقال فهد ناظر، المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، إن “أي اتفاق لن يكون ممكناً إلا بعد التوصّل إلى حل لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية”.

وأضاف ناظر، أنه “لكي يحدث ذلك ولكي تتخذ المملكة هذه الخطوة، فإننا نحتاج إلى حل هذا النزاع الأساسي مع الفلسطينيين”.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال إن بلاده “تؤمن بأن التطبيع مع إسرائيل سيفيد الجميع، ولكن بدون سلام للفلسطينيين فإن فوائد التطبيع ستكون محدودة”، مؤكدا على “ضرورة الاستمرار في جهود توفير السلام للفلسطينيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى