الرئيس محمد مرسي.. أكبر داعم لفلسطين
في الوقت الذي ينحدر فيه النظام المصري والشعوب العربية في التطبيع مع الاحتلال، حتى جاءت حرب غزة لتكشف خذلان وخيانة الأنظمة العربية، وسكوتهم المخزي ودعم بعضهم الخفي والمعلن للاحتلال، في حرب إبادة التي شنها الاحتلال على غزة.
ليستذكر المصريون والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف الرئيس الشهيد محمد مرسي من دعم غزة، والذي تم الانقلاب عليه بواسطة نظام السيسي المطبع مع الاحتلال.
وتداول المتفاعلون عبارات لمرسي وأعادوا التذكير بما اعتبروها “فترة ذهبية” عاشتها غزة إبان حكمه، عندما كان يُسمح لسكان القطاع بالسفر بحرية عبر معبر رفح.
ويربط المعبر بين غزة ومصر ويعد المنفذ الوحيد المتاح لسكان القطاع على العالم الخارجي.
وتمكن نحو 210 آلاف فلسطيني من السفر عبر المعبر خلال تلك الفترة، حيث فتح المعبر أبوابه على مدار 310 أيام.
واستمر المعبر في العمل بشكلٍ طبيعي حتى الانقلاب على مرسي من الحكم في يوليو تموز عام 2013.
ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم عادت القيود على حركة المسافرين لسابق عهدها قبل تولي مرسي.
وأبدى مرسي مرونةً في التعامل مع ملف الممنوعين من السفر لدى السلطات المصرية لأسبابٍ أمنية، وكذلك مسألة “ترحيل” المسافرين الذكور.
كما تعهد مرسي خلال فترة حكمه بحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قال ماهر صلاح، رئيس حركة “حماس” في الخارج، على أن فلسطين وشعبها، لن تنسى موقف الرئيس المصري السابق محمد مرسي، والتي كانت داعمة لفلسطين ومقاومتها.
وقال صلاح، إن “مرسي رحل ثابتاً وصابراً”.
وأضاف مخاطبا الرئيس المصري الراحل: “وقلبك مشغول في فلسطين، رحلت وحيداً وصلى عليك مئات الآلاف في الأرض”.
وتابع: “عرفناك محباً صادقاً للقدس وغزة، ناصراً لغزة، ومؤيداً لغزة ومقاومتها، ومحباً للاجئين في الشتات، عرفناك مجتهداً لرفعة منطقتنا العربية والإسلامية، لن ننسى أبداً مواقفك وشهامتك وأنت رئيس لمصر، بل من قبل ذلك وأنت نائب فيها”.
وأردف: “لن ننسى حين اعتدى الاحتلال الصهيوني، وحين احتضنت قيادة المقاومة في القاهرة وحركت جامعة الدول العربية، وقدت حراكاً سياسياً كبيراً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لتثبت للعالم أن مصر مع فلسطين، حتى أعلنتها مدوية في القاهرة أن العدوان على غزة سينتهي اليوم، وفعلاً انتهى في ذلك اليوم”.
كما، نعت حركة “حماس” في قطاع غزة، الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بعد استشهاده داخل محبسه.
وقالت الحركة في بيان: “بكل الرضا بقضاء الله وقدره تنعى حماس إلى مصر الشقيقة وشعبها الأصيل، والشعب الفلسطيني، والعالمين العربي والإسلامي، وأحرار العالم، الرئيس المصري الأسبق الدكتور محمد مرسي”.
وأضافت أن “مرسي قدم مسيرة نضالية طويلة، قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية في سياق المشوار الطويل في الصراع مع العدو الإسرائيلي”.
وتابعت أن “مرسي قدم الكثير دفاعًا عن القدس والأقصى منذ كان عضوا في البرلمان المصري”.
وقدّمت الحركة “التعازي إلى مصر وشعبها، وأهل مرسي، وذويه ورفاقه ومحبيه”.
ويشعر الفلسطينيون في غزة أن “مرسي” دفع ثمنا لمواقفه السياسية والأخلاقية لصالحهم، رغم فترة رئاسته التي استمرت أقل من عام؛ فهم يدينون له دعوته لرفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم. ولم تكن كلماته مجرد كلمات؛ فقد أمر “مرسي” السلطات المصرية بفتح دائم لمعبر رفح، بوابة الفلسطينيين في غزة إلى العالم الخارجي.
دعم “مرسي” لم ينته عند هذا الحد. خلال فترة رئاسته، زادت التجارة بين غزة ومصر، بعد سنوات من الرفض والحظر.
عندما تعلق الأمر بالحرب خلال عهد “مرسي”، كان الفلسطينيون يعرفون أن على (إسرائيل) اختبار مياه الرئاسة المصرية الجديدة، لمعرفة ما إذا كان سيتواصل تواطؤ نظام “مبارك” أم لا.
ثم جاءت المفاجأة. استغرق الهجوم الإسرائيلي أسبوعا واحدا فقط ، وجاء معه العديد من “المرات الأولى”.
إذ كانت المرة الأولى التي ضرب فيها الفلسطينيون تل أبيب، والمرة الأولى التي وصل فيها وفد مصري رسمي إلى غزة في ذروة القصف الجوي، والمرة الأولى التي أعلن فيها رئيس مصري رفضه الهجوم الإسرائيلي حتى لو كان ذلك يعني إعادة النظر في اتفاقيات كامب ديفيد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الفصائل الفلسطينية فوزها من قلب القاهرة.
ولهذه الأسباب، يعتقد الكثير من الفلسطينيين أنه بينما كان “مرسي” قادرا على وقف الحرب الإسرائيلية على الأرض، تم شن حرب أخرى سرا للإطاحة به.
أما بالنسبة للسياسة الفلسطينية الداخلية خلال عهد “مرسي”، فقد جعلها حوار جاد للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية أقرب إلى توقيع اتفاق مصالحة تاريخية. عرفت الفصائل أن القيادة المصرية لم تستغل التناقضات الداخلية.
اقترب “مرسي” من “حماس”، وشجع الحركة على الاستجابة لمطالبه على محمل الجد بإنهاء الانقسامات. قابلهم كثيرا في مصر، وغالبا في الغرف المغلقة لأجهزة المخابرات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لرئيس مصري.
يشعر الفلسطينيون في غزة وكأنهم فقدوا قائدا أحبوه. أعلنوا هذا الأسبوع الحداد، وصلوا عليه، وتبادلوا صوره على وسائل التواصل الاجتماعي.