التطبيع مع الصهاينة .. الجريمة التي لا تسقط بالتقادم
التطبيع مع الصهاينة .. الجريمة التي لا تسقط بالتقادم
في سباق محتدم نحو الخيانة يتدافع أرباب النفط العربي في الرياض وأبوظبي والمنامة نحو السير في مسيرة التطبيع مع العدو الصهيوني، ينشدون ود الاحتلال من أجل تثبيت أركان عروشهم المهترئة، ولو على حساب كرامة الشعوب، ودماء الشهداء، وقيم الأمة الإسلامية والقيم، ظنا منهم بأنهم سوف يمرون بجريمتهم القبيحة تلك بسلام، حتى يصلوا إلى شغاف قلب الإدارة الأمريكية، والحكومات الغربية، وفي الوقت ذاته يتسابقون في قهر وتعذيب وإبعاد وتضييع حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وحق المسلمين في مقدساتهم، بعدما أحكموا الخناق على المقاومين في فلسطين، والداعمين للمقاومة في بلادهم، فهم هو السيسي الداعم بكل قوة لصفقة القرن التي تعطي الحق الكامل لليهود في القدس، قد انقلب على الرئيس الوحيد المنتخب في تاريخ مصر، بعم صهيوني لدى الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية من أجل الاعتراف به رئيسا لمصر، على الرغم من أنه قد جاء بالدبابة التي دهست الآلاف تحت جنازيرها.
وها هو بن سلمان يتوارث من الملك عبد الله الدعم للاحتلال الصهيوني، فقد دعم الملك قبل مماته انقلاب السيسي لأجل حماية الصهاينة بالمليارات من الجنيهات، ثم استكمل المسيرة من بعد الملك سلمان، حتى تسلم بن سلمان زمام الخيانة، واستعان من حوله بالمحسوبين على الدعوة الإسلامية من شيوخ السلطان الذين هللوا وأباحوا له خيانة الأمة ومقدساتها، فاستكمل دعم السيسي، وتصنيف حماس على أنها حركة إرهابية واعتقل العشرات من أبنائها في السعودية وما زالوا رهن الاعتقال إلى الآن، ثم أنشأ مشروع نيوم بالتعاون مع السيسي وبن زايد لجعل المنطقة متنفسا للاحتلال يمرح في الأرض العربية كيفما شاء.
ومن قبلهما كان الشيطان الأكبر بن زايد يتمرد على كل الأعراف العربية والإسلامية، حيث هنّدس في أبو ظبي انقلاب السيسي ودعمه، وحشد له من استطاع من قوة الخليج، بالدعم بالمال والسلاح، وسوّق لانقلابه، من أجل إتاحة الفرصة لمد جسور التطبيع مع الصهاينة، والقضاء على القضية الفلسطينية، وكسر إرادة الشعوب المسلمة، وإيقاف النبض الإسلامي المتمثل في الحركات الإسلامية في الشارع العربي والإسلامي، حيث شنت بعض الدول العربية حربا ضروسا على الحركات الإسلامية والمؤسسات الدينية بدعم وإرشاد بن زايد، وقد بدأت الإمارات التطبيع الرسمي على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية وغيرها.
واستكمالا لمسلسل الخيانة بادرت البحرين أيضا بالتطبيع وتبادل الزيارات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وفتحت الآفاق للمتصهينين من أتباعها وأبواقها للتواصل وتبادل المحبة والزيارات مع المحتلين اليهود.
وللحقيقة لم يكن أولئك بدعا من الأنظمة التي جثمت على صدر الأمة العربية والإسلامية من بعد سقوط الخلافة الإسلامية، ولقد دأبت الأنظمة العسكرية ورفاقها على خيانة الأمة ودعم المحتلين اليهود، فمن النماذج العربية الذين “طبّعوا” مع إسرائيل كي يعتبر الجيل النفطي مما آل إليه أولئك الحكام، فقد كان أنور السادات إمام المطبعين العرب وسيدهم في خيانة القضية الفلسطينية، بعدما أسقط القدس في أيدي المحتلين في ست ساعات، ثم طبّع مع الكيان الصهيوني، ثم جاء من بعده مبارك وبالغ في التطبيع مع ذلك الكيان، من خلال اتفاقيات سياسية واقتصادية، وتورط ياسر عرفات في التطبيع حتى عاش حبيس “المقاطعة ” مقر الحكم في رام الله لا يستطيع الخروج إلى أن مات، كذلك الملك حسين، والملك فهد آل سعود صاحب المبادرة الأولى التي قدمت في مؤتمر قمة الرباط في ثمانينيات القرن الماضي، والرئيس اللبناني بشير الجميل المطبع مع شارون الصهيوني صاحب مجازر صبرا وشاتيلا، واحتلال بيروت عاصمة لبنان، كل أولئك قد طبّعوا لكنهم الآن في سلة الخونة لشعوبهم، وكلما تقدمت بنا السنون اتضح للناس خيانتهم، وصبت عليهم الأجيال تلو الأجيال اللعنات، كل هذا لأن التطبيع جريمة لا تسقط بالتقادم، فهل يتعظ المطبعون الجدد؟!.
اقرأ أيضًا: “خالف تُعرف”- نمبر وان يعود للساحة من جديد والفضل للصهاينة