البطل المصري محمد صلاح يسقط ببندقيته أحلام الاحتلال التطبيعية 

في الوقت الذي يسعى فيه نظام السيسي لتعميق التطبيع مع الاحتلال، وبالرغم من اتجاه الاحتلال للتطبيع مع الدول العربية لترسيخ التطبيع في وجدان الشعوب العربية، حتى ظن البعض أن الأمر أصبح واقعًا وأن الشعوب العربية رضخت، جاء عملية معبر العودة الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين، على يد الجندي المصري الشهيد، محمد صلاح، كعلامة أن الشعب العربي مقاوم للتطبيع، حتى ينعم الفلسطينيين بحريتهم ويستعيدوا أراضيهم المسروقة.

في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977، قرر الرئيس المصري السابق أنور السادات زيارة الأراضي المحتلة، رغم الخروج من الحرب دامية مع الاحتلال عام 1973، دون استفتاء الشعب المصري أو رضاه، والتي كانت مقدمة لتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد في آذار/مارس 1979.

وبالرغم من التطبيع الرسمي إلا أن الشعب المصري رفض التطبيع والذي لم يصل للمستوى الشعبي، حيث ظل الشعب المصري رافضًا لإقامة علاقات مع الاحتلال، داعمًا حقوق الشعب الفلسطينيين، دون أن ينسى الدماء المصرية التي سالت في الحروب المتتالية مع إسرائيل.

ومع انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، زاد السيسي من تعميقه للتطبيع مع الاحتلال، والتي وصلت لتغييرات في المناهج الدراسية لتحسين صورة الاحتلال، والتي أشادت بها الأوساط الإعلامية في الاحتلال، حتى اعتبر السيسي في إسرائيل وفق ما صرح به مسؤولين إسرائيليين بالكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني.

طوال العقود الماضية راهن الاحتلال على تغيير عقيدة الشعب العربي من خلال زيادة التطبيع مع الدول العربي، والذي كلل عام 2020 باتفاقية “أبراهام” التطبيع مع 4 دول عربية: هم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

طوال السنوات التي تلت كامب ديفيد، نظر الاحتلال للحدود الجنوبية مع مصر على أنها حدود هادئة بسبب التنسيق الأمني مع الجانب المصري بموجب اتفاقية السلام، إلا أن هذه السنوات شهدت عدد من الحوادث التي قام فيها جنود مصريون مقاومون بقتل جنود من الاحتلال على الاحتلال، أبرزهم: سليمان خاطر وأيمن حسن وآخرهم الشهيد محمد صلاح.

في صباح السبْت الثالِث من حزيران/يونيو 2023، استفاق العرب على خبر يقول “إن ثلاثة من جنود الاحتلال قد قتلوا على الحدود عند معبر العوجة، وأن منفذ العملية قد استشهد، وهو مصري الجنسية، ومجند في قطاع الشرطة الذي يتولى تأمين تلك المنطقة”. 

يقول الإعلام الإسرائيلي إن شرطياً مصرياً مسلحاً قد عبر إلى داخل الأراضي المحتلة في المنطقة الحدودية بين جبل حريف وجبل ساغي في منطقة لواء باران عند معبر العوجة الحدودي العوجة، ثم قام بإطلاق النار على جنود تأمين من قوة جيش الاحتلال، ما أدى إلى مقتل جندي وجندية من كتيبة الفهد.

 وبعد بضع ساعات، بدأت عمليات المسح وعند العثور على الشرطي المصري، نشأ تبادل عنيف لإطلاق النار، أسفر عن استشهاد الشرطي المصري وقتل جندي إسرائيلي آخر وجرح ضابط.

ففي الوقت الذي منعت فيه السلطات المصرية أسرة الشهيد محمد صلاح من إقامة عزاء شعبي له، واقتصرت مراسم الدفن على شقيقه وعمه، اللذان تم التحقيق معهما سابقًا، بالإضافة للتعتيم الإعلامي عنه حتى لا يتحول لبطل شعبي.

لكن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة أقام له دور العزاء ورفعت صوره في الشوارع، وتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي العربي. 

ليعلن الشعب العربي رفضه للتطبيع مع الاحتلال من خلال الشهيد البطل محمد صلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى