لنشر التسامح والتعايش .. البرهان يبرر التطبيع مع الاحتلال خلال فعالية “قمة إسرائيل”
لنشر التسامح والتعايش .. البرهان يبرر التطبيع مع الاحتلال خلال فعالية “قمة إسرائيل”
واقع الأنظمة العربية بات مؤلما حد السخرية والاستهزاء والضحك، فكم في بلاد العرب من مضحكات مبكية، خذ على
سبيل المثال عدد السجون في البلاد العربية، وعدد المعتقلين ظلما وزورا في سجون الأنظمة الاستبدادية التي تقيم حكمها على أسس الدم الحرام، والتعذيب والاعتقال، فضلا عند خراب البلاد وضياع ثرواتها وهلاك حاضرها ومستقبلها تحت وطأة فشل منهجيتهم وفساد طويتهم، في خضم هذا الظلم الذي تشتكي منه بلاد العرب يخرج المسؤولون كي يبرروا التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني التي احتلت فلسطين ومقدسات المسلمين، وأبادت القرى والمدن، وغيرت معالم وهوية وطن بأكمله، وسفكت دماء الرجال والشباب والشيوخ والنساء، بل إن دماء الأطفال البريئة لم تسلم من قصف الطائرات وقذائف الدبابات، فيقولون لك، إننا ندعم التسامح والتعاون بين الدول، أوليس هذا التسامح والتعايش المزعوم أولى به أبناء شعبهم، الذين في سجونهم، واليائسين والعاطلين والمقهورين في أرضهم.
مؤخرا خرج عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي تشكل بعد الإطاحة بعمر البشير، خلال فعالية افتراضية عبر تقنية فيديو كونفرانس تحت عنوان “قمة إسرائيل”، هذه الفعالية ينظمها طلاب دولة الاحتلال الإسرائيلي ولأول مرة يشارك فيها وفد طلابي من دولة السودان، خرج البرهان ليبرر جريمة التطبيع محاولا مسح المذلة التي كست حكومة السودان بسبب التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي قائلا: إن السبب الرئيسي وراء توقيع حكومة دولة السودان اتفاقية التطبيع الشامل مع دولة إسرائيل هو اقتناع حكومتنا بأهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب بمختلف أديانهم وأعراقهم.
وتابع رئيس مجلس السيادة السوداني: مبينا أن حكومة السودان قد أقدمت على توقيع اتفاقية التطبيع انطلاقا من السعي الصادق إلى تأكيد وإرساء قيم السلام، والتسامح، والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل، وتعظيم حرية الاعتقاد والتدين، وفلسفة قبول الآخر أيا ما كان انتماؤه أو دينه أو عرقه، ثم شدد على أهمية دور الشباب في بناء الدول وخاصة الدول التي تحاول أن تنهض من كبوتها مثل دولة السودان، التي تستقبل عهدا جديدا من الحرية والسلام والعدالة، هذا المستقبل الذي لن يبنيه إلا الشباب والطلاب.
لكن شيئا بسيطا تناساه عبد الفتاح البرهان خلال كلمته، ربما غفل عنه وربما تغافل عنه عمدا، وهو أن دولة إسرائيلي التي يشيد بها ليست سوى دولة محتلة لأرض عربية خالصة، ومقدسات دينية خالصة، وشعب إنساني خالص، وأن هذه الدولة لم تقم على أسس الحرية ولا التسامح ولا التعايش ولا احترام الغير، وإنما قامت على القتل والذبح والاغتصاب وهدم المنازل وتهجير الشعب، كما تناسى البرهان أن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني برمته شعب يستحق الحياة والتسامح والتعايش والعيش في منازله التي جرفتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي، واستوطنها من بعدهم اليهود الذين جلبتهم دولة الاحتلال من بقاع مشتتة من الدنيا، وباتوا كل يوم وآخر يمارسون أبشع الجرائم في أرض القدس، ويدنسون المساجد فيها على مرأى ومسمع من حكومة السودان والعالم أجمع تحت حماية جنود الاحتلال المسلحين بسلاح الحقد والغل قبل أن يتم تسليحهم بسلاح الرصاص الناري، فضلا عما يتم تدريسه في مناهج التعليم الإسرائيلي نشر قيم القتل والترويع والإبادة لكل من هو عربي وإسلامي، والذي ظهر جليا عندما كان أطفال إسرائيلي يكتبون على صواريخ الطائرات قبل إطلاقها على غزة أبشع العبارات التي تنم عن حقد لا يليق بقلب طفل صغير.
فلو كان كلام البرهان وقناعته بالسلام والتعايش والحرية وقبول الآخر كلاما صادقا، وقناعة راسخة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذه القيم لإسرائيل وحدها أم لشعب السودان وشعب فلسطين المحتَّل؟
اقرأ أيضًا: تبرير الخيانة.. البرهان يكشف السبب الرئيسي وراء توقيع اتفاقية العار