الاحتلال يسعى لتطوير علاقاته مع طرفي القتال في السودان لتحقيق تطبيع كامل مع السودان
دخلت إسرائيل على طريق الصراع المحتدم في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، في إطار سعيها لتحقيق أكبر مصالح لخدمتها، من خلال تحقيق تطبيع كامل مع السودان، والتي تخشى أن يتوقف بسبب الاقتتال في البلاد.
ويسعى كلا الطرفين المتقاتلين في السودان لمحاولة كسب صف الاحتلال.
موخرًا تحدث يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات “الدعم السريع” السودانية التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مع قناة إسرائيلية حول تطورات الاشتباكات المسلحة مع الجيش السوداني.
وأكد عزت مع القناة الحرب على “الإسلاميين المتطرفين”، وعلى رأسهم قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي كان حليفه بالأمس، وهي محاولة لكسب صفوف المجتمع الدولي ودولة الاحتلال.
وقال عزت في حديثه مع “i24NEWS”: “العملية التي نخوضها كبيرة، ومتورطة فيها جهات كثيرة يرعاها التنظيم الإسلامي المتطرف، لقد ألقينا القبض على مقاتلين أجانب لا نعرف هويتهم، عملوا كقناصة يقاتلون إلى جانب عبد الفتاح البرهان”.
وأضاف: “نحن التزمنا كاملا بالهدنة؛ فتحنا الجسور، وأمنا خروج بعض المواطنين، وأوصلنا بعض الأطباء لعدد من المستشفيات في المدينة، لكن فوجئنا بهجوم بحري في شمال كافوري، وتم الاعتداء علينا بالطيران المسيّر وبالضرب المباشر، نحن أعلنا أن الهدنة هدنة إنسانية، ولكن حين فتحنا جسر شرق النيل تم الهجوم علينا من كل الاتجاهات وتصدينا لهم”.
وتابع أن “المعركة تدور في الخرطوم، وسنحسمها هنا مع الجيش، هنالك شرفاء من الجيش يقاتلون معنا في الخرطوم، معركتنا هنا، وسنقرر مصير هذه المعركة داخل الخرطوم بعد انتهاء الهدنة، والجيش لم يسترد مطار مروي، نحن هناك مع العتاد”.
وقال: “نخوض المعركة بقوتنا الذاتية، نحن كنا جاهزين لهذه المعركة، كنا نتوقعها من الإسلاميين المتطرفين، كنا نعرف أن هنالك انقلابا يستهدفنا ويستهدف العملية السياسية كلها”، زاعما أن قوات الدعم السريع لم تتلق أي دعم من أي دولة”.
وفي رده على السؤال حول الأطراف الخارجية الداعمة، نوه بأن “الجيش ليس من بدأ المعركة، الحركة الإسلامية غررت بعناصرها داخل الجيش بأنها ستخوض حربا ضدنا وضد الخيارات السياسية للشعب السوداني، نحن لدينا المعلومات، وأبلغنا البرهان من شهر آذار/ مارس الماضي، وأطلعنا على معلومات، لكن للأسف لم نكن نعلم أن البرهان هو المنسق لكل هذه العملية، وأنه هو رأس العملية ويريد الانفراد بالحكم، يريد التحالف مع الإسلاميين والقضاء على الحل السياسي الذي توافقت عليه القوى السياسية وتحالف مع الإسلاميين”.
وذكر أنهم “سيتحاورون مع شخصيات بعيدة عن الإسلاميين، فمستقبل السودان ليس مرهونا بالحركة الإسلامية ولا بالمتطرفين”، وفق قوله.
وتدعم قوات الدعم السريع من دولة الإمارات المعروفة عنها مع دولة الاحتلال، استخدامها للوبيات للتأثير على صناع القرار الغربيين.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن إسرائيل تجري اتصالات مع طرفي المواجهات المسلحة التي اندلعت في السودان لاستعادة الهدوء.
وقال مصدر للصحيفة، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية وجهاز الموساد يجريان اتصالات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، ورئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وتحاول نقل رسائل تهدئة.
بينما قالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، إن “مندوبين عن البرهان وعن خصمه حميدتي أجروا اتصالات مع إسرائيل، في اليومين الأخيرين، في أعقاب اندلاع المواجهات”.
وأضافت، أن مندوبي دولة الاحتلال الاسرائيلي طالبوا الطرفين السودانيين المتخاصمين بوقف التدهور العنيف وإعادة التهدئة.
وأفادت بأنه يتوقع تأجيل التوقيع النهائي على اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان.
وتوصلت الحكومة الإسرائيلية إلى استنتاج بأنه لن يكون بالإمكان التوقيع على اتفاق سلام كامل بين إسرائيل والسودان قبل انتهاء المواجهات في السودان، وذلك خلافا لتقديرات إسرائيلية سابقة بأنه بالإمكان توقيع الاتفاق رغم عدم إنهاء الانتقال إلى حكم مدني.
ومطلع فبراير/ شباط الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين العاصمة الخرطوم، وأجرى مباحثات مع البرهان، قبل أن يخرج ويعلن وضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق سلام بين البلدين، من المقرر توقيعه خلال العام الجاري، عقب تسليم السلطة لحكومة مدنية.