الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي.. تطبيع بنكهة تجسسية

لم يكن تطبيع الإمارات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي مجرد ورقة إقامة علاقات وقع عليها الطرفان ورعاها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
فما تحرص أبو ظبي على إظهاره هو أن مجالات هذا التطبيع تتخطى مجرد اتفاقية سلام بين طرفين لم يكن أصلا بينهما حرب، فعلى مستوى السياسة والاقتصاد والإعلام والفن والتعليم والأمن باتت علاقات دولة الاحتلال مع الإمارات أعمق من أي علاقات مع بلد عربي أو حتى مسلم.
حيث أعلنت أبوظبي إطلاق مشروع مشترك بين شركتي “رافائيل الإسرائيلية” و”جي 42 الإماراتية”، وذلك بعد أيام قليلة على لقاء وزير الخارجية الإماراتي مع وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي في قبرص.
والخطير في كل هذا، العلاقات الأمنية والعسكرية، والتي آخرها إعلان مشروع مشترك بين شركة رافائيل الإسرائيلية المختصة بالصناعات العسكرية والتجسسية وبين شركة جي 42 الإماراتية، ويتعلق بإنشاء موقع للبحث والتطوير.
أما شركة “جي 42” والتي يرأسها طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي وأحد أهم عرابي اتفاق التطبيع، فكانت أول شركة إماراتية تفتح مكتبا دوليا لها في الأراضي المحتلة.
كل ذلك تحت عنوان التسامح وما يسمى زورًا وبهتانًا بـ”الدين الإبراهيمي” لتمرير أجندة نفوذ دولة الاحتلال إلى كل مفاصل الحياة العامة والخاصة في الإمارات، فيما يحاول المسؤولون في أبو ظبي تبرير كل ذلك بالعمل على إرساء السلام في المنطقة.
وكانت الإمارات قد هنأت منذ أيام دولة الاحتلال الإسرائيلي بما يسمى “عيد الاستقلال”، الذي لا يعدُ كونه ذكرى النكبة واحتلال فلسطين.