هدية للاحتلال.. طوارئ في أبو ظبي والرياض لعرقلة المصالحة الفلسطينية الوشيكة

هدية للاحتلال.. طوارئ في أبو ظبي والرياض لعرقلة المصالحة الفلسطينية الوشيكة
ما إن أعلنت السلطة الفلسطينية مطلع هذا العام دخول اتفاق عقد انتخابات تشريعية فلسطينية وشيكة، حتى أعلنت الإمارات والسعودية حالة الطوارئ السياسية القصوى لبحث سبل عرقلة هذا التقارب الذي يزعج “سيادة” إسرائيل ويفسد عليها فرحة التطبيع شرقا وغربا.

الإمارات التي تحولت من بلد عربي إلى مندوب للاحتلال الإسرائيلي أخذت على عاتقها عرقلة هذا الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني الذي طال انتظاره، بعد سنوات من القطيعة، أدركت خلالها السلطة أنه لا سبيل لمكانة دولية دون بندقية، لتواجه -قبل غضب الاحتلال- غضبا سعوديا إماراتيا مصريا، بهدف تعطيل مصالحة فتح وحماس، حيث اجتمع حلف الشر الثلاثي لمنع حدوث أي مصالحة، لأن هذا الأمر يغضب الاحتلال الإسرائيلي.
تخشى الإمارات من أن الاستعجال في إجراء الانتخابات والمصالحة قد يؤثر بشكل مباشر على خططها لتسليم قيادة السلطة إلى صبيها محمد دحلان. وهو الأمر الذي يريده الاحتلال بشكل كبير ويسعى له بكل الطرق. وكشفت مصادر سياسية أن كلا من السعودية والإمارات تدعم ضغطا تمارسه مصر باتجاه إفشال مخرجات تفاهمات إسطنبول. وهو ما نتج عنه، ابتداءً، تلكّؤ السلطة الفلسطينية في تنفيذ المطلوب منها وفق هذه التفاهمات. بما في ذلك إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات، وفقا لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

وكان من المفترض أن يصدر الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” هكذا مرسوم لتحديد موعد الانتخابات الفلسطينية العامّة وفق جدول زمني لا يتجاوز 6 أشهر. غير أن ضغوط الدول العربية الثلاثة، إضافة إلى ضغوط ميدانية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. ساهمت في عرقلة المسار، بحسب المصادر.
وأضافت أن وفدا من حركة فتح زار القاهرة الأسبوع الماضي (بعد تفاهمات إسطنبول). وتلقى رسالة مفادها أن “المصريين غير راضين عن طريقة إعلان الاتفاق في تركيا”. وهو ما ردت عليه الحركة بأن “الاتفاق جرى في القنصلية الفلسطينية في إسطنبول من دون رعاية أو وساطة تركية”. وأن “الفلسطينيين تفاهموا عبر اللقاءات الثنائية وحقّقوا اختراقاً كبيراً في ملفّ المصالحة. فضلاً عن أن الاستراتيجية الفلسطينية الحالية تقوم على سياسة اللقاءات الثنائية”.
لكن هذا التبرير لم يرُق المصريين، الذين يعارضون تنفيذ الاتفاق وحتى الانتخابات، بدعوى أن أن المصالحة الفلسطينية بهذه الطريقة، بعيداً من رعاية القاهرة. تمثّل انتقاصاً من جهد الأخيرة بعد محاولات كثيرة للمصالحة بين “فتح” و”حماس” طوال 14 عاماً. فضلاً عن أن الوقت الحالي غير مناسب للانتخابات، خاصة مع غياب دعم دولي وأمريكي لإجرائها. ما يجعلها “قفزة غير محسوبة من عباس”.

وفي فلك الموقف ذاته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط” عن “الاستياء” من اجتماع تركيا؛ لأن “بعض الأطراف رأت فيه رسالة إلى أطراف عربية معينة” على حد تعبيره، وهو ما رد عليه أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “صائب عريقات” بمطالبة “أبو الغيط” بالاستقالة من منصبه على خلفية تأييده اتفاقات التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل وترويجه لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي تشرعن ضم دولة الاحتلال لمزيد من الأراضي بالضفة الغربية.
وإزاء تزامن ذلك مع تأخر “عباس” في تنفيذ تفاهمات إسطنبول، أبلغت “حماس” رئيس السلطة الفلسطينية بأنها تنظر بريبة إلى تأخره في تنفيذ التوافقات، بما فيها السماح بالمقاومة الشعبية في الضفة ووقف ملاحقة عناصر الحركة، وأيضاً تأخّره في رفع العقوبات عن قطاع غزة، ووقف التمييز بين الضفة والقطاع، والسماح بتجديد جوازات .السفر لآلاف الممنوعين من السفر
اقرأ المزيد : صحوة شعبية لرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي