الإمارات ستصبح إسرائيل جديدة في الخليج

“الإمارات ستصبح إسرائيل جديدة في الخليج”… بهذه الكلمات عبر المفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي، في ندوة سابقة له- عن الحال الذي أصبحت عليه الإمارات في السنوات الأخيرة، إذ لم يخف على أحد التحولات الخطيرة التي طرأت عليها، والتي جعلتها تنسلخ شيئاً فشيئاً عن هويتها العربية، وأصبحت مجرد مسخ وانعكاس لثقافات غربية ما أبعدها عن عروبتنا وتقاليدنا.

كانت هذه العبارات التي صرح بها النفيسي، مثيرة للدهشة حينها، اعتبرها الكثيرون مبالغة أو على أفضل تقدير “قومية زائدة”، لكن وبكل أسف، أثبتت الأيام صحة هذه الكلمات التي لا تصف إلى جزءً قليلاً من الواقع المزري الذي آلت إليه الأمور الآن في هذه الدولة الخليجية، التي نست أنها عربية، رغم أن “العروبة” جزء لا يتجزأ من اسمها.

أعلن نظام الإمارات “العربية” المتحدة، الخميس، عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية مختلفة داخل إسرائيل، مع التركيز على مبادرات التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين
وبحسب الإعلان، ستقوم الإمارات من خلال هذا الصندوق بالاستثمار في إسرائيل ضمن قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها من المجالات الأخرى، التي هي في الأساس من خيرات فلسطين، الشقيقة المحتلة، التي بدأ أشقاؤها الأقوياء في التخلي عنها تباعاً، مقابل اللاشيء.

هذا الصندوق اللعين سيتم تمويله من مخصصات الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص، بمعنى أكثر وضوحاً، سيتم نهب ثروات الشعب الإماراتي واستغلال طاقاتهم التي تُمتص في القطاعين العام والخاص على حد سواء، وإعطائها بكل طيب نفس إلى أبناء صهيون، للمساعدة في نهب ثروات الشعب الفلسطيني المنكوب.

جاء الإعلان المشؤوم بعد ساعات قليلة جداً مكالمة هاتفية تمت بين أمير العار، محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وبين بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان المحتل، جرى خلالها بحث تقدم العلاقات الثنائية في ضوء اتفاقية الخزي التي تم توقيعها بين البلدين في سبتمبر/أيلول الماضي.

في الواقع لا يوجد تعليق مناسب يمكن به وصف هرولة الإمارات للارتماء في أحضان الكيان المحتل بأي طريقة، وبكل طريقة… إنه لغز محير يعجز المنطق عن تفسيره، فما الذي يدفع شخص عاقل وسوي وصاحب هوية أن يتحالف مع عدوه الأزلي الذي قام ببناء دولته على أشلاء أشقائه، الذي لا يتوقف عن الإعلان صراحة بأن “دولتك يا إسرائيل: من الفرات إلى النيل”.. بعبارة أخرى، قوة إسرائيل وبقائها من ضعف العرب والقضاء عليهم وطمس هويتهم.. نهائياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى