استطلاع رأي.. 96% من المغاربة ضد التطبيع مع الاحتلال
أجرت الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية بفاس، في إطار منتدى السياسيين الشباب، استطلاعا خلال الفترة ما بين 7 نونبر و7 دجنبر 2023، لقياس مدى متابعة المغاربة للأحداث الجارية على الأراضي الفلسطينية وأشكال تفاعلهم معها، والآثار التي خلفها طوفان الأقصى على آرائهم، خصوصا موقفهم من العلاقات المغربية-الإسرائيلية، وتقييمهم للموقف الرسمي المغربي منذ بدايته.
وأكد 96 بالمئة من المستجوبين أن التطبيع يجب أن يتوقف ويعلق مكتب الاتصال نهائيا، فيما 14 بالمئة فقط يرون أن الأحداث في غزة لا يجب أن تؤثر على العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وأشار معدو الاستطلاع أنه “منذ إعلان الاتفاق الثلاثي الأمريكي المغربي الإسرائيلي” لم تصل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب واسرائيل بعد إلى مستوى تبادل السفراء، وذلك بالرغم من تعمق العلاقات بين الطرفين في مجموعة من المجالات منذ نهاية عام 2020، مثل الأمن والاقتصاد والدبلوماسية والثقافة.
وسجل للمصدر ذاته أن نتيجة العمليات العسكرية لإسرائيل في قطاع غزة سرعان ما قوبلت هاته العلاقات بالبرود من الطرفين مع ارتفاع المطالب الشعبية بإنهاء التطبيع ودعوة المغرب المجتمع الدولي للتصدي لما يقترفه الجيش الإسرائيلي، وتوجيه انتقادات صريحة لمجلس الأمن الدولي نظير عجزه عن إنهاء التصعيد في الوقت الذي طالبت إسرائيل رئيس مكتب اتصالها بالرباط المغادرة إلى تل أبيب.
وبهذا الصدد، يرى 85 بالمئة من المستجوبين أن هذا المجهود الرسمي للمغرب لوقف العمليات العسكرية “يبقى غير كاف”، في حين يعتبر 13.5 بالمئة منهم مواقف المغرب متوازنة، بينما عدها 15 بالمئة.
وذكّر الاستطلاع بمواقف المغرب “منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، إذ عبرت المملكة عن مواقفها من خلال قنوات رسمية عديدة، فقد أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أربع بلاغات رسمية همت بالخصوص “الإعراب عن القلق العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت ثم الدعوة يوم واحد بعد ذلك إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية للتشاور والتنسيق”، ثم الإدانة بشدة قصف مستشفى المعمداني”، و”تجدد التعبير عن القلق البالغ والاستياء العميق في ظل استمرار الأعمال العسكرية المتصاعدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية”.
وأشار إلى المملكة المغربية أرسلت، بتعليمات ملكية بتاريخ 23 أكتوبر 2023، طائرتين محملتين بالمساعدات الإنسانية إلى مطار العريش المصري موجهة للشعب الفلسطيني والتي تم إدخال جزء كبير منها إلى قطاع غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري، إضافة إلى مشاركة المغرب في القمة العربية الإسلامية بالرياض بوفد يقوده رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وصوت بوقف إطلاق النار في كل مناسبة أممية، وقدم ضمن المجموعة العربية في الأمم المتحدة مشروعا لوقف إطلاق النار.
وعدَّ 90 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أن الحل هو الاستمرار في المقاومة حتى إخراج الاحتلال، بينما 10 بالمئة فقط أبدوا جعمهم لخيار حل الدولتين.
وبخصوص موقفهم من طوفان الأقصى، رأى 93 بالمئة من المستجوبين أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر ضربة مدروسة مكنتها من حصد مكتسبات وإعادة إحياء القضية، بينما 17 بالمئة فقط اعتبروه تسرعا دون مبالاة بالعواقب.
وفي ما يتعلق بحملات مقاطعة الشركات والمنتوجات الإسرائيلية تضامنا مع الفلسطينيين، أكد 89 بالمئة من المستجوبين انخراطهم في حملة مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، بينما شارك 81 بالمئة في الدعم عن طريق المشاركة والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين شارك حوالي 60 بالمئة في الوقفات التضامنية التي تشهدها العديد من المدن المغربية.
ولفت الاستطلاع إلى أن المغرب يعد من أكثر خمس دول في العالم شهدت احتجاجات على خلفية الحرب في غزة، حيث عرف إلى حدود منتصف نونبر الفارط أزيد من 270 احتجاجا بعد الولايات المتحدة الأمريكية اليمن تركيا وايران، استنادا إلى معطيات أوردها المنظمة غير الحكومية المتخصصة “أكليد”.
واستندت نتائج الاستطلاع إلى التحليل الكمي للبيانات التي تم جمعها عن طريق نشر استبيان إلكتروني خلال الفترة ما بين 7 نونبر و7 دجنبر 2023، حيث تم استجواب 1013 شخصا.
وأكد معدوا الاستطلاع أنه للتأكد من تمثيل العينة لفئات متنوعة، تم نشر الاستبيان على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومثلت الفئة السنية بين 41 و65 عاما نسبة 49 بالمئة مع عينة الاستطلاع، فيما شكلت فئة بين 26 و40 عاما 32 بالمئة، فئة بين 15 و25 سنة نسبة 15 بالمئة، فيما لم تتجاوز تمثيلية فئة أكثر من 65 نسبة 4 بالمئة.