ازدواجية المعايير الغربية.. كيف كشفت الأزمة الأوكرانية ازدواجية المعايير عند الغرب في التعامل مع الأزمات الإنسانية؟

قالت حركة المقاطعة إن المعايير المزدوجة التي تتبعها الدول الغربية، في التضامن مع منكوبي الحرب في أوكرانيا، مؤلمة ومثيرة للغضب ومهينة لشعوب جنوب الكرة الأرضية، ومن ضمنهم الفلسطينيون. وأضافت الحركة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن نظام الاحتلال العسكري والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي القائم منذ عقود لم “يُصنع في الغرب” وحسب، بل لا يزال يُسلّح ويُموّل ويُحمَى من هذا الغرب الغارق في الاستعمار الجديد والعنصرية القديمة، ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشارت الحركة إلى أن النفاق الغربي أصاب المؤسسات الدولية التي يهيمن عليها الغرب كذلك، فعلى مدى سنوات عدة، رفض كل من الفيفا ((FIFA، واللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم ((UEFA، ويوروفيجين ((Eurovision، وبرنامج البحث الأكاديمي الضخم في الاتحاد الأوروبي Horizon، وغيرهم مطالب حركة المقاطعة، لاستبعاد نظام الأبارتهايد الإسرائيلي، متحجّجة بأعذار مبتذلة مثل، “الرياضة تعلو على السياسة” و “البحث الأكاديمي يعلو على السياسة”، و “الفن بالتأكيد فوق السياسة”.
وفي السياق، انتقد الإعلامي الرياضي الجزائري حفيظ دراجي، ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية مقارنة بما يحدث في الحرب الأوكرانية الروسية. وطالب دراجي، الإعلاميين والرياضيين بأن يعتبروا مما يحدث في الأزمة الأوكرانية والروسية، والنظر إلى ما يفعله الإعلام الأوروبي من انحياز وتعبير واضح عن التضامن مع الشعب الأوكراني.
وأكد الإعلامي الرياضي على ضرورة عدم استصغار دورهم وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال، ونصرة الشعب الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي والملاعب ووسائل الإعلام وفي جميع الأماكن. وأدانت حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، رفض كيان الاحتلال الإسرائيلي لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم؛ وذلك بالتزامن مع السماح للاجئين الأوكرانيين باللجوء إلى كيان الاحتلال، شرط العودة إلى بلادهم حال انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وسمح كيان الاحتلال الإسرائيلي، بدخول اللاجئين الأوكرانيين الهاربين من الحرب الروسية على بلادهم، إلى كيان الاحتلال؛ وذلك في ظل استمراره بمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا بعد طردهم من ديارهم نتيجة التهجير الممنهج والمستمر والتطهير العرقي الإسرائيلي؛ واحتلال أراضيهم ومصادرتها. وأقر كيان الاحتلال قوانين لحظر عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ولا سيما عودة الملايين من أحفادهم الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم؛ بالإضافة إلى فرض عقوبات على “اعتبار طرد الفلسطينيين من ديارهم كارثة”، وحرمانهم من الحق في تقرير المصير.
وأدانت منظمة “كنديون من أجل العدالة والسلام” ازدواجية المعايير في المقاطعات الأكاديمية، إذ أمرت كندا وكالات المنح الفيدرالية “بالامتناع” عن الدخول في شراكات مع المؤسسات البحثية الروسية، بينما وقعت صفقة لتمويل ودعم المزيد من التعاون مع الباحثين والصناعة في “إسرائيل”. وقال المنظمة في بيان بها إن هذا “سيجلب الباحثين الكنديين إلى تواطؤ أكبر مع مؤسسات الفصل العنصري الإسرائيلي”.
وأضافت “إذا كان من المهم إنهاء التواطؤ الكندي في المشاريع البحثية والمؤسسات التي تدعم العدوان الروسي، فلماذا لا تُنهي كندا أيضًا دعمها للمؤسسات الإسرائيلية التي تدعم العنف والفصل العنصري؟”. ووجه العديد من المشاهير حول العالم، انتقادات واسعة لازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية حول العالم، لدى المجتمع الدولي؛ في إشارة إلى تجاهل التضامن مع فلسطين وقضيتها العادية، والتوجه نحو مقاطعة روسيا في شتى المجالات، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وغرّد السياسي البريطاني والنائب السابق جورج غالاوي عبر منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلًا: “قيام محلات تجارية بإزالة الأطعمة والمشروبات الروسية الآن بعد أن كانت ترفض إزالة منتجات نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، خوفًا من تسييس الأمر، هو “سلوك مثير للاشمئزاز”. وأضاف غالاوي: “أصبح من المسموح حاليًا التلويح بالأعلام والشعارات في مباريات كرة القدم، إلى رفوف المحال التجارية، من الحظر والإلغاء إلى حملات التشهير”. وقال متهكمًا: “أمّا الضحايا في اليمن والعراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وسوريا فهم ليسوا “متحضرين” … هذا النفاق له ثمن”.
من جانبها، أعربت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي في منشور عبر صفحتها على موقع “إنستغرام”، عن تعاطفها مع اللاجئين الأوكرانيين، ونشرت صورًا لمحنة لاجئين من بلاد مختلفة. وكتبت الممثلة الأمريكية إلى متابعيها على إنستغرام والبالغ عددهم 12.4 مليون “فر مليون لاجئ الآن من أوكرانيا”؛ وتابعت: “قبل عبور لاجئ أوكراني واحد الحدود، كان هناك بالفعل أكثر من 82 مليون شخص مجبرين على ترك منازلهم على مستوى العالم”.