احتفاء بفنان فلسطيني.. كيف تسبب انسحاب من مهرجان “تطبيعي” في باريس في إحراج الاحتلال؟
دعت حركة المقاطعة كافة الفنانين العرب والفلسطينيين المشاركين في مهرجان “Arabofolies” التطبيعي، الذي ينظّمه معهد العالم العربيّ- فرنسا، للضغط لإلغاء دعوة الفرقة الإسرائيلية، ومقاطعة المهرجان في حال رفَض المنظمون ذلك، وحسب الإعلان الرسميّ، يشارك في مهرجان “Arabofolies”، الذي يقام بين 3 و12 ديسمبر/كانون أول 2021، كل من: فرقة أدونيس (لبنان) وأمير أميري (إيران) وجمانة مناع (فلسطين) ورامي خليفة (لبنان) وفريدة محمد علي (العراق) وفرحات بوعلاقي (تونس).
وقالت حركة المقاطعة، في بيان لها “بالرجوع إلى معايير المقاطعة الثقافية لـ “إسرائيل” ومناهضة التطبيع، فإن المشاركة في أنشطة تهدف، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الجمع بين عرب وإسرائيليين (لا يعترفون بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي)، بما فيها تلك الأنشطة التي تدّعي “الحياد السياسي” أو الفن من أجل الفن، دون أن تدين الاحتلال والاضطهاد ولا تعمل من أجل إنهائهما، تعدّ مخالفة لتلك المعايير”.
وحيّت الحركة كل من ينسحب من هذا المهرجان التطبيعيّ وأمثاله، وبيّنت أنه فيما يتعلّق بالمهرجان الآخر الذي ينظمه ذات المعهد، وهو “Fête de la langue Arabe” (عيد اللغة العربية)، الذي سيعقد بين 17 – 19 ديسمبر/ كانون أول 2021 فهو، وبعد الفحص والتدقيق، غير خاضع للمقاطعة الثقافية ولا يعدّ تطبيعياً.
وذكرت أن هذا بالرغم من وجود دعم مقدّم من المؤسسة الأمريكية- الصهيونية “American Sephardi Foundation” لمعرض “Juifs d’Orient”، المدرج ضمن برنامج المهرجان أيضاً، وأشارت “رغم أن هذه المنظمة الأمريكية صهيوينة، إلا إنها لا تعدّ منظمة ضغط (لوبي) لصالح “إسرائيل”، لذا فلا نعتبر المهرجان ككل مخالفاً لمعايير المقاطعة BDS فقط بسبب دعم هذه المؤسسة لجزء منه”.
انسحب فنانان فلسطينيان من مهرجان “Arabofolies” ينظمه معهد العالم العربي بفرنسا. حيث جاء ذلك استجابة لدعوة حملة مقاطعة للمشاركة في المهرجان بسبب مشاركة فرق إسرائيلية فيه، وبدوره نشر الستاند أب الكوميدي الفلسطيني “علاء أبو دياب” عبر الفيس بوك منشوراً يقول من خلاله: “بناءً على ما ورد اليوم في بيان حركة المقاطعة، أعتذر عن تقديم العرض الذي كان مقرراً في معهد العالم العربي بباريس بتاريخ 18 ديسمبر المقبل”.
وشاركت الفنانة “سهاد الخطيب” مقطع فيديو أعلنت من خلاله عن انسحابها من المهرجان. وطالبت المشاركين الآخرين أن يسلكون الطريق ذاته، وكانت قد قالت حركة المقاطعة في بيان نشرته يوم أمس الأثنين،: “ندعو الفنانين والأكاديميين العرب والفلسطينيين والدوليين بالضغط على منظمي المهرجان، لإلغاء دعوة الفرقة الإسرائيلية ومقاطعة المهرجان في حال رفض المنظمون ذلك”.
وقال بيان الحملة الذي نشر على موقع حركة مقاطعة إسرائيل BDS إنه “بالرجوع إلى معايير المقاطعة الثقافية لإسرائيل ومناهضة التطبيع، فإن المشاركة في أنشطة تهدف، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى الجمع بين عرب وإسرائيليين (لا يعترفون بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي)، بما فيها تلك الأنشطة التي تدعي الحياد السياسي أو الفن من أجل الفن، دون أن تدين الاحتلال والاضطهاد ولا تعمل من أجل إنهائهما، تعد مخالفة لتلك المعايير”.
وكان أبو دياب قد أعلن، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن المعهد دعاه لتقديم أول عرض “ستاند أب كوميدي” عربي في تاريخ المعهد ضمن إحيائه لفعاليات يوم اللغة العربية، وقوبل إعلان أبو دياب عن انسحابه من المهرجان باحتفاء وإشادة من متابعيه والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على ضرورة رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله، وثمن مدونون استجابة علاء أبو دياب لنداء حركة المقاطعة رغم أنه كان سعيدا للمشاركة في هذا المهرجان، مشيرين إلى أن المبادئ ثابتة مهما كان الثمن.