اتهامات للشركة بالعنصرية.. كيف تدعم PayPal الاحتلال الصهيوني؟
في خطوات اعتبرها حقوقيون انتهاكًا لحقوق الإنسان، دعت منظمات حقوق الإنسان شركة خدمات الدفع الإلكتروني “باي بال” (PayPal) – لإنهاء سياستها “التمييزية” التي تمنع الفلسطينيين من استخدام خدمتها المالية في الأراضي المحتلة وبقطاع غزة والضفة الغربية.
وطالب ائتلاف من جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك حملة التضامن مع فلسطين وحركة الصوت اليهودي من أجل السلام، في رسالة إلى مديرها، الشركة بعدم الإسهام في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين بامتناعها عن تقديم خدماتها لهم، ولا يستطيع أكثر من 5 ملايين فلسطيني يقطنون في الضفة الغربية وقطاع غزة الوصول لخدمة (PayPal)، بينما يتمتع جميع الإسرائيليين حتى المقيمين في مستوطنات غير قانونية بالوصول الكامل لها.
ووقّع 178 ألف شخص على عريضة إلكترونية تطالب الشركة بمدّ نطاق خدماتها ليشمل الأراضي الفلسطينية، وعبّر الموقعون عن غضبهم واتهموا الشركة بالعنصرية وانتهاك حقوق الإنسان، وحثت المجموعات المؤيدة لفلسطين PayPal على إلغاء شراكتها مع رابطة مكافحة التشهير (ADL)، التي تسعى إلى التحقيق في كيفية استخدام “حركات التطرف والكراهية” في الولايات المتحدة للمنصات المالية، على حد وصفها.
قالت حركة الشباب الفلسطيني (PYM) في بيان إنه يتعين على PayPal إلغاء العمل مع ADL بسبب سجل المنظمة المناهض للفلسطينيين والمسلمين، وقالت المجموعة الفلسطينية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أنه في حين أن الرابطة “تدعي محاربة معاداة السامية” ، فإنها تتمتع “بسجل طويل ومتواصل من العمل على الرقابة ومعاقبة الفلسطينيين والعرب والمسلمين بسبب التحدث علنا أو التنظيم من أجل التحرير الفلسطيني”.
وكانت Paypal أعلنت في وقت سابق أنها تخطط لبدء تحقيق في تمويل “مجموعة الكراهية”، قائلة إن المبادرة ستتم من خلال مركز مكافحة التطرف التابع لـ ADL، وأوضحت أنها وستركز على كشف وتعطيل التدفقات المالية التي تدعم “تفوق البيض والمنظمات المناهضة للحكومة”، على حد وصفها.
ويشار إلى أنه قد أدانت رابطة فلسطين ستنتصر إغلاق شركة Paypal الحساب الخاص بها، وذلك بعد ضغط من أنصار الفصل العنصري الإسرائيلي، وقالت الرابطة: “علمنا عبر بريد إلكتروني بسيط أن حساب Paypal الخاص بنا مقيّد بشكل دائم، إضافة إلى أنه تم تعليق الأموال في حسابنا لمدة 180 يومًا”.
وأوضحت أن شركة Paypal تدّعي أن سبب الإغلاق هو “انتهاك السياسة” دون تحديد أي منها، مؤكدة أن الرابطة تحظى بتمويل ذاتي ومستقل، وأضافت “هذا ليس جديدًا، أغلقت Paypal بشكل تعسفي العديد من حسابات الجمعيات التي تدعم فلسطين في السنوات الأخيرة، ولا سيما حسابات AFPS و BDS France في 2018 والشبكة الدولية Samidoun في 2019”، وبعد ساعات من إغلاق الحساب وبدون أي إعلان عام من Paypal، نشرت العديد من المواقع الموالية للاحتلال الإسرائيلي والمنظمات اليمينية المتطرفة، مقالات ترحب بهذه الخطوة.
و”باي بال” هي شركة مقرها الولايات المتحدة وتقدّم خدمة الدفع عبر الإنترنت للعاملين عبر الإنترنت في مجالات مختلفة، وتوفر خدماتها لما يقارب 203 دولة في العالم، ومن الجدير بالذكر أن خدمات “باي بال” متاحة بحُرِّية للمستوطنين “الإسرائيليين” في الأراضي المحتلة عام 1948 وأولئك المقيمين في مستوطنات في الضفة المحتلّة، في حين لا يُتاح للفلسطينيين، حتى الذين يعيشون على مقربة من أولئك المستوطنين، استخدام الخدمة، فـ”باي بال” لا تتعامل مع البنوك الفلسطينية، ولا يستطيع الفلسطينيون إنشاء حسابات مصرفية في البنوك الإسرائيلية.