ابتسام الكتبي: أهلا بهيمنتك يا إسرائيل!

ابتسام الكتبي: أهلا بهيمنتك يا إسرائيل!

منذ إبرام صفقة العار مع الكيان الصهيوني، لم تتوقف أبواق الخيانة الإماراتية عن نشر التصريحات الاستفزازية لمشاعر العرب عامة والفلسطينيين خاصة، والتي لا تهدف إلا لترسيخ قواعد الاحتلال وإعطاء شرعية لاستبداده وظلمه، حتى لو كلف الأمر تخلي هؤلاء الخونة عن سمعتهم وكرامتهم وتدنيسهم لشرف الكلمة.

الأكاديمية الإماراتية “ابتسام الكتبي” – رئيسة مركز الإمارات للسياسات- تُعد من النماذج القميئة التي تمثل تلك الأبواق، والتي بكل تبجح أعلنت عن دعمها التام لاتفاق الخيانة بين بلدها وبين دولة الاحتلال الصهيوني، معتبرة أنها الخطوة الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار والأمن للمنطقة ولشعوبها.

ابتسام الكتبي

في تغريدة لا تنم إلا عن تجذر الغدر والخيانة في جيناتها، قالت الكتبي إن الاتفاق الإبراهيمي، الذي يقتضي تطبيع كامل للعلاقات مع أبناء صهيون وعلى حساب الشعبي الفلسطيني، إنه إنجاز كبير “يعكس نضج الدول المنخرطة فيه، وقد يؤدي إلى شرق أوسط مُغاير في حال وجود إدارة أمريكية مُلتزمة بخفض التوترات وتسوية الصراعات في المنطقة”.
من غير الواضح حقاً أي الصراعات هي التي سيساعد التقارب مع الصهاينة في تسويتها، والدولة المحتلة هي أساس الصراعات والسبب الأساسي وراء إثارة القلائل وإشعال فتيل الفتن الرامي إلى تفكيك نسيج وحدة الشعوب العربية.

الأبشع من ذلك، أن الكتبي، التي من المفترض أنها من النُخبة وصفوة مثقفين الإمارات، اختارت الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت” لتكون منبراً للتعبير عن آرائها وأفكارها التي تخدم الاحتلال وأجنداته، حيث أكدت أن اتفاقية العار تسمح للإمارات بالقيام بدور الوسيط لتسهيل حوار أقل عدائية، لتؤكد من جديد على تلك المعاني المتخاذلة التي لن تجلب على المدافعين عنها إلا خزي والعار.

وخلال كافة تصريحاتها وتغريداتها، لم تتوقف الكتبي عن التأكيد على أن إسرائيل هي الدولة التي يجب عقد اتفاقيات سلام معها، وأنها منقذ المنطقة العربية من نفوذ قوى الشر الخارجية، وأنها أيضاً، ويا للعجب، كان ينقصها هذه الخطوة كي تتعامل مع العرب والفلسطينيين بنهج سلمي سيعود عليها بالنفع كما سيعود “علينا”.

كذلك، شددت الكتبي في خطاباتها على ضرورة استيعاب الإسرائيليين، وذلك باهتمامها الدائم بالرأي العام الإسرائيلي وحديثها عن أهمية التأثير فيه، وكأنهم أصحاب حق وأصحاب أرض والذي بيننا وبينهم كان خلافاً عابراً يُحل بمثل هذه الإجراءات حتى دون اعتذار أو تعويض، متجاهلة الأشقاء الفلسطينيين ورأيهم الذي يتم تهميشه بصورة كلية بتلك المعاهدات الظالمة في أساسها مهما ادعى القائمين عليها سعيهم لترسيخ العدل ونشر السلام.

اللافت للنظر أن الكتبي، وقبل عام تقريباً من إعلان حكامها الخونة تطبيع علاقاتهم مع الدولة العبرية، كانت تعتبر إسرائيل دولة عدو مثلها مثل القوى الإقليمية غير العربية كـتركيا وإيران، تسعى لـ “توسيعَ نفوذها لتحقيق طموحاتها بالهيمنة على الإقليم”، ليتغير الموقف فجأة وتصبح إسرائيل هي الحليف الضروري لمحاربة تلك القوى، وكأن لسان حالها يقول: أهلا بهيمنتك يا إسرائيل!

لا تُعد الكتبي أول أبواق الخيانة الإماراتية القبيحة، لكن في نظري هي الوجه الأقبح كونها أنثى، كان حري بها أن تصطف إلى جانب القضية العادلة، بدلاً من التهليل لمثل تلك المعاهدات والاتفاقيات الملعونة، ففي نظريات العلاقات الدولية، يعتبر السلام والصلح والخطوات السلمية من خصائص الأنوثة، فأن تدافع امرأة عن كيان قاهر مغتصب هذا هو الشذوذ بعينه.

اقرأ أيضًا: بعد انتشار أخبار عن رفضه للتطبيع.. زوجة حاكم الشارقة تنتقد التطبيع علنا عبر تويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى