إنهاء فلسطين.. الدافع الخفي وراء الصفقة الدفاعية الأمريكية السعودية

كشفت تقارير أن للولايات المتحدة والسعودية مصلحة ثنائية راسخة في توقيع معاهدة دفاع مشترك، وتوقيع اتفاقية تتيح للمملكة تطوير برنامج نووي مستقل.. لكن هذا الأمر رغم ضرورته لكلا الطرفين لن يتم دون توقيع الرياض معاهدة تطبيع مع تل أبيب حيث الأمر رهينة في قبضة الأخيرة.

فيما أكدت التقارير أن البعض يتعامل مع مسألة اتفاقية التطبيع بين «إسرائيل» والسعودية على أنها مكافأة لطفل عنيد يرفض تناوُل دواء مرّ. 

جدير بالذكر أنه إذا تم توقيع هذه الاتفاقية، فإنها ستشكل خطوة مفصلية فعلاً، وستخدم المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية، وتستكمل الاعتراف بها وبحاجاتها الأمنية في العالم العربي، وتفتح في وجهها أبواباً اقتصادية غير مسبوقة. 

بحسب بعض التوصيفات فربما تفتح الباب أمام العديد من الدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا وباكستان، وغيرها على سبيل المثال” – وفق ما كتبه “تسفي برئيل” المحلل الأمني العسكري في صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية.

ما يعني أن حلم محمد بن سلمان الذي يتشدق به ذبابه الإلكتروني منذ فترة طويلة رهن موافقة “نتنياهو”. 

من جهة أخرى أكد مراقبون دوليون ان الادارة الامريكية تمكنت بنجاح من إقناع ولي العهد محمد بن سلمان، أنه من مصلحته الذهاب في اتجاه السلام مع الكيان الاسرائيلي فهو الطريق الوحيد لتحقيق احلامه في اعتلاء العرش بانقلاب على سائر أعضاء الأسرة الحاكمة.. اتفاق سيبقى حبراً على ورق يطبل له الذباب الإلكتروني بقيادة كوشنر وأل الشيخ دون تحقيق على أرض الواقع.

من جهة أخرى، فإن الصفقة الدفاعية الأمنية العسكرية الامريكية – السعودية تخدم الرئيس الامريكي “بايدن” قبل غيره كثيراً، تحقق له مكاسب سياسية كبيرة في الداخل الأمريكي في إطار الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر من جهة وخارجياً كداعم أساسي لمجازر الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل في غزة والأراضي المحتلة حيث عشرات آلاف الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء، بذريعة حفظ أمن واستقرار دويلة الاحتلال – وفق اعترافه – وهروب “نتنياهو” من العقاب والمحاكمة والمساءلة. 

فيما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي “جايك سوليفان” بحزم ووضوح دون لبس فيه خلال حديثه لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قبل أيام، أن “شرط واشنطن المُتمثِل بإتمام صفقة التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، مقابل موافقتها على اتفاق دفاعي مع الرياض.. لا يُمكن فصل قطعة واحدة عن القطع الأخرى”، نافياً الاقتراحات الأخيرة التي تحدّثَت عن النظر في “الصفقة” بين أميركا والسعودية، في حال رفضَت تل أبيب تقديم تنازلات للفلسطينيين، أيّ تحرُك نحو ما سُمّيَ بـ”حَلّ الدولتَيْن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى