اتفاقيات ترسيم حدود ومياه.. إلى أين وصل التطبيع بين الاحتلال ولبنان؟

 

أجرى الدبلوماسي الأميركي أموس هوكستين محادثات مع المسؤولين اللبنانيين بشأن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي تهدف أساسا إلى ترسيم الحدود وحل الخلافات حول المياه والغاز. وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون شدد -خلال استقباله الوسيط الأميركي- على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية. وأضافت الرئاسة أن عون قدم لهوكستين ردا على المقترح الأميركي، على أن ينقل الوسيط الأميركي موقف لبنان إلى الجانب الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر رسمية أن الرد اللبناني تضمن مطالبة باستئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة مع إسرائيل، ووقف تل أبيب استخراج النفط والغاز من حقل كاريش إلى حين انتهاء المفاوضات. والتقى هوكستين أيضا كلا من رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان ووزير الخارجية ورئيس البرلمان ووزير الطاقة. وقال المسؤول الأميركي إنه تلقى مقترحا من مسؤولين لبنانيين خلال زيارة لبيروت “سيُمكّن من المضي قدما في المفاوضات”. وأضاف -في مقابلة مع قناة الحرة- أن المسؤولين اللبنانيين اتخذوا “خطوة قوية للغاية إلى الأمام اليوم من خلال تقديم نهج موحد على نحو أكبر”.

وتأتي الزيارة بناءً على دعوة لبنانية في أعقاب سماح تل أبيب بدخول سفينة مخصصة لاستخراج النفط والغاز إلى المنطقة المتنازع عليها مع لبنان. وكانت المفاوضات التقنية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل انطلقت في أكتوبر 2020 بوساطة أميركية وإشراف أممي، وتوقفت في مايو/أيار من العام الماضي بعد خلافات على مساحة المنطقة محل النزاع.

من جهته، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن اتفاق الإطار الذي انطلقت على أساسه المفاوضات التقنية غير المباشرة بين بلاده وإسرائيل يظل الأساسَ والآليةَ الأصلح لاستكمال المفاوضات بشأن الحدود البحرية. وبعد لقائه الوسيط الأميركي رأى بري أن ما يجري حاليا مخالفٌ للاتفاق ويحرم لبنان من حقوقه، وحذَّر من أن السماح لإسرائيل باستخراج الغاز والنفط يفاقم الأوضاع في المنطقة.

وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن المنظمة الدولية مستعدة لمساعدة لبنان وإسرائيل على حل الخلاف بشأن حقل كاريش البحري من خلال الحوار. وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة جاهزة إذا طلبت الأطراف مساعدتها. وفي الجانب الآخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه يتطلع إلى اليوم الذي سيقرر فيه لبنان أنه جاهز للاستفادة من الغاز الطبيعي في مياهه الإقليمية. ونقل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان عن بينيت قوله إنه “آسف لانشغال القيادة اللبنانية في خلافات داخلية وخارجية بدل استخراج الغاز لصالح مواطنيهم”.

وأكدت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، أنه “لا مشكلة” إذا وجد الغاز الطبيعي الذي تصدره إسرائيل لمصر طريقه إلى لبنان، البلد العدو منذ زمن بعيد والذي يعاني حالياً من أزمة طاقة. وبالفعل، وقَع لبنان اتفاقًا مع الأردن يهدف إلى تخفيف النقص الفادح في الكهرباء وذلك من خلال نقلها عبر سوريا المجاورة، كما يتطلع إلى الحصول على الغاز من مصر.

وتنتج مصر الغاز الطبيعي، لكنها لا تزال في احتياج إلى الواردات من حقل ليفياثان البحري الإسرائيلي. ويزود الحقل الأردن أيضًا بالغاز. وقالت وزيرة الطاقة لراديو الجيش الإسرائيلي “هناك أزمة طاقة كبيرة في لبنان.. لا يمكن لأحد أن يفحص الجزيئات ويعرف إن كان مصدرها إسرائيل أم مصر”.

وأضافت أنه إذا كانت صادرات الغاز الإسرائيلية “ستجلب الهدوء إلى المنطقة فليس بوسعي الاعتراض عليها”. وفي السياق، قال القيادي السابق في حركة أمل اللبنانية، محمد عبيد: إن هناك محاولة للإيحاء أن الأجواء إيجابية في اللقاءات مع الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين.

وأشار عبيد أن بيان الجيش اللبناني بشأن لقاء قائد الجيش جوزيف عون، مع هوكشتاين كان واضحًا، كاشفًا أنه تواصل مع قائد الجيش وأكد له أن قيادة الجيش ستلتزم قرارات السلطة السياسية بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وتابع: “اتفاق الإطار لم يتحدث عن خطوط مطلقًا وهو خارج البحث وهناك بحث أكثر في الشراكة الاستثمارية بين لبنان والكيان الاسرائيلي وذاهبون على شكل ما من التطبيع الاقتصادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى