إسرائيل تسرق الماس.. ودبي محطة آمنة لبيعه
حديثنا اليوم عن شخصية يجب أن تنال حظها من الدعاية والترويج كونها من المنافسين على الجائزة التي ستمنح لأسوأ شخصية في العالم، إنه الإماراتي أحمد بن سليم، رئيس بورصة دبي للماس، التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة، والذي انتخب رئيساً لها في مايو/أيار 2018.
خيانته بدأت للظهور على الساحة قبل اتفاقية التطبيع التي وقعها نظام بلاده مع الكيان الصهيوني بأكثر من سبعة أشهر، إذ قام بزيارة “تل أبيب” في فبراير/شباط 2020 لحضور فعاليات أسبوع الألماس العالمي ويشارك فيه علانية، بعد سنوات من العلاقات السرية بين دبي ودولة الاحتلال في هذا المجال، إذ تُعد دبي مركزاً رئيساً لنشاط تجارة الماس الذي نهبته إسرائيل من خيرات فلسطين، وهي تجارة تشكل 13% من إجمالي صادرات دولة الاحتلال.
هذه الزيارة تم التمهيد لها في إعلام الاحتلال على مدار الأشهر التي سبقتها، حيث كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في مارس/آذار 2019 أن العلاقات بين كل من الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي سوف تشهد ازدهارا كبيرا في تجارة الماس خلال الفترة المقبلة، موضحة أنه ما إن وجدت الشركات الإسرائيلية موضع قدم في الإمارات، وأصبحت شرعية في أسواق دبي، فإن تجار الماس اليهود سيقفون “طوابير” على الأبواب في دبي، كما سينتشر “المزوز” على الأبواب، كناية عن انتشار اليهود والإسرائيليين في الدولة الخليجية، والمزوز هو رق مستطيل مكتوبا عليه جملا عبرية من جهة، ومن جهة أخرى مكتوبا عليه كلمة شداي وهي كلمة ترمز إلى اسم من أسماء الرب في اليهودية، وتعني حامي أبواب إسرائيل، ويقوم اليهود دايما بتعليقها على الأبواب.
وعلى الرغم من عدم توقيع اتفاق التطبيع رسميا بين دولة الإمارات ودولة الاحتلال حينها إلا أن بعض تجار الماس أكدوا أن إمارة دبي تتعامل مع البضائع الإسرائيلية لكنها تخشى الإعلان الرسمي عن ذلك في حينه، لكنها لن تلبث حتى تعلن عن كل تلك التعاملات التجارية وغيرها من التعاملات السياسية والأمنية والاقتصادية بمجرد تطبيع العلاقات رسمياً، وهو ما حدث بالفعل بعد توقيع اتفاق العار الذي تم في أمريكا برعاية البيت الأبيض، وهو ما يؤكد بأن العلاقات التي بين دبي وتل أبيب قديمة حتى في فترات ادعاء العداوة من ناحية دولة الإمارات لإسرائيل والتعاطف مع فلسطين.
الإنجاز الأكبر لمشرحنا، أحمد بن سليم، هو اتفاقية السلب والنهب التي وقعتها بورصة دبي للماس مع نظريتها الإسرائيلية، في أعقاب اتفاقية العار التطبيعية مباشرة، إذ وقعت البورصتان اتفاقية اتفاقية تعاون استراتيجي لتعزيز التعاون والحوار بين البورصتين، في تطور جديد للتحالف الاقتصادي بين الجانبين، وبموجب الاتفاقية أصبح لدولة الاحتلال الحق في أن تفتح مكتباً يمثل بورصة الماس رسمياً، وفي المقابل، سيفتح مركز دبي للسلع المتعددة مكتباً في رمات غان التي تضم مقر البورصة الإسرائيلية.
وما إن أعلنت الدولتين عن توقيع اتفاقية الطبيع الرسمي بينهما حتى صدقت توقعات الإعلام الإسرائيلي بأن اليهود سيتوافدون بالطوابير على أسواق دبي، حيث أعلن أنتوني بيترز، مالك “ترانس أتلانتيك جيمز سيلز” الجنوب أفريقية، والتي تُجري مزادات الماس في أسواق دبي بأن عدد الشركات الإسرائيلية المهتمة بدخول تلك المزادات قد بلغت قرابة الخمسين شركة خلال أسابيع فقط وفقا لما نشرته رويترز، خاصة بعد ألغت الإمارات قانونا يحظر التبادل التجاري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبات الحديث الأوسع انتشارا هو تنامي فرص التبادل التجاري بين الدولتين، لاسيما بعد تيسير الرحلات الجوية بين الدولتين.
كما تناقلت وكالات إخبارية، بأن تاجر الماس – تسفي شيمشي، وهو تاجر إسرائيلي، قد توجه إلى دولة إسرائيل في نفس الأسبوع الذي تم فيه توقيع اتفاقية التطبيع بين الدولتين، وهو واحد من الـ 38 تاجرا إسرائيليا الذين قد تواصلوا مع بورصة دبي للماس بعد التطبيع، لافتتاح شركة في منطقة التجارة الحرة، في أحد مراكز تجارة الأحجار الكريمة، وتهدف تلك المبادرات الإسرائيلية وفقا لما قاله المؤرخ اليهودي في صناعة الماس حاييم إيفن في صحيفة معاريف الإسرائيلية، إلى إتاحة الفرصة أمام دولة إسرائيل لبيع الماس إلى العالم العربي عامة، ودول الخليج خاصة، ولن يكون ذلك إلا من خلال دبي حيث تحتوي على قرابة 500 شركة ممكن يؤهلها لأن تكون مركزا لتجارة الألماس في الخليج العربي.
اقرأ أيضًا: نتنياهو في قصور صبيته في الإمارات ومصر والبحرين