أهالي الشيخ جراح بين قمع الصهاينة ونفاق العرب

 

“حين تكون إنساناً فقط.. حينها سوف تقف مع آلام البشر دون هوية مسبقة تحدد الولاء والانتماء والعاطفة والدين.. تعازينا لأسر الضحايا في إسرائيل”… للوهلة الأولى مع قراءة المنشور السابق تظن أن كاتبه صاحب مبدأ، أنه يدافع عن الإنسانية حقاً، أنه متمسك بكل سبل السلام ويرجو للجميع على وجه البسيطة أن ينعموا بالأمن والأمان والصحة والسلامة.

 

كانت تلك تغريدة خرج علينا بها الكاتب والشاعر الكويتي عبد العزيز القناعي وهو يرسل بتعازيه لضحايا سقوط الجسر الإسرائيليين، حيث وقع عشرات القتلى والجرحى بين المستوطنين الصهاينة إثر تدافع خلال احتفال ديني في جبل الجرمق (ميرون) شمالي “إسرائيل” ليل الخميس 29 أبريل/نيسان.

 

لكن يوم واحد فقط كان كفيل بأن يؤكد أن صاحب هذه التغريدة ما هو إلا مدافع عن الباطل، يحمل راية النفاق والتناقض حين يريد التعبير عن آرائه وقناعاته.

 

أرسل القناعي بتعازيه للصهاينة السبت بتاريخ 01 مايو/أيار، والأحد 02 مايو/أيار قررت المحكمة الإسرائيلية العليا إعطاء العائلات المقدسية (الكرد، القاسم، الجاعوني، إسكافي)، من عائلات الشيخ جراح مهلة حتى الخميس المقبل للتوصل إلى اتفاق مع المستوطنين الصهاينة فيما يتعلق بأوامر إخلاء هؤلاء الفلسطينيين لمنازلهم وتسليمها للصهاينة عنوة، مع ذلك، لم يعلق على الأمر، كأن شيئاً لم يكن، كأن المقدسيين في الشيخ جراح ليسوا ضحايا بحاجة للتضامن كي تم وقف تنفيذ هذه الجريمة الكبرى بحقهم.

 

يتعرض أهالي الشيخ جراح الآن إلى جريمة بشعة تعيد للأذهان مشاهد النكبة والتهجير القسري الذي تلاها،

لكن اليوم سيتم والعرب في حالة حزن شديد على ما ألم بالصهاينة من هم وكرب بعد ما فقدوه من ضحايا، أما الفلسطينيين: إلى الجحيم! هذا بالتأكيد لسان حال القناعي وأمثاله ممن يستغلون كل الفرص الممكنة للتأكيد على ترحيبهم بالكيان المحتل وأبنائه المغتصبين لأراضي الأشقاء الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا التجبر الصهيوني وتفشي النفاق العربي.

 

عبد العزيز القناعي، الذي يرى أنه سجين رأي سابق بسبب قمع السلطة في بلاده لآرائه وأفكاره، وذاق مرارة القمع والقهر والظلم -على حد وصفه لنفسه-، يعلن اليوم وبكل صراحة تضامنه مع شعب مغتصب، قاتل، محتل، يرتكب ذات الممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، تضم سجونه آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين لم يرتكبوا أي جُرم سوى أنه أرادوا العيش بحرية، في وطن حر، بلا قيود ولا استيطان.

وفي المقابل، تجاهل تام منه ومن أمثاله لما يحدث الآن في أهالي الشيخ جراح، ولما شهدته الأيام الماضية من عنف المستوطنين وجنود الاحتلال ضد الفلسطينيين لمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية في هذا الشهر الكريم عند المسجد الأقصى وأحياء القدس.

 

تاريخ القناعي مع التطبيع الإسرائيلي قديم، في مايو/أيار من العام الماضي، أثار عاصفة من الانتقادات لدى الأوساط الكويتية المختلفة بعد ظهوره على قناة “كان” الإسرائيلية، وحديثه عن ضرورة التطبيع مع إسرائيل في المجالات التكنولوجية والطبية.

 

بعد موجة الغضب تلك، قرر القناعي اعتزال التغريد على “تويتر”، حيث وصف تلك الانتقادات بـ”التنمر”، وأضاف “عملية صنع السلام أصعب من خلق الكراهية. فالسلام يحتاج إلى عقل وفكر واختلاف وتقبل الآخر وإنسانية.. بينما الكراهية وقودها التعصب والانغلاق.. للأسف سأغادر تويتر لصعوبة تواجدي في محيط يتنمر ويكره الإنسان لمجرد الاختلاف، تحياتي للجميع وأتمنى يعم السلام في نفوسكم”، ليعود مرة أخرى وشيئاً لم يتغير فيه من التملق للصهاينة والسعي للتقرب منه، وفيما يبدو أنه عاد بقوة هذه المرة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى