أمير العار يصدق على سفارة للعار.. بن راشد يفتتح سفارة في إسرائيل
أمير العار يصدق على سفارة للعار.. بن راشد يفتتح سفارة في إسرائيل
قبل يومين، عقد مجلس الوزراء الإماراتي أولى اجتماعاته لهذا العام، وبطبيعة الحال، تم التصديق على عدد من القرارات الوزارية المتعلقة بالأمور العاجلة والهامة، ويبدو أن حكومة التطبيع لم تجد أهم من ترسيخ قواعدهم داخل دولة الاحتلال تعبيراً عن الولاء والإخاء، ليقوم المجلس بالمصادقة -بالإجماع- على افتتاح سفارة للإمارات في تل أبيب.
من المفترض أن افتتاح سفارة للإمارات في إسرائيل خطوة تقليدية ومتوقعة، لكن لا يزال هول الموقف يسيطر على مشاعر الأحرار من العرب الذين يتمنون لو أن الحديث عن اتفاقيات التطبيع هذه مجرد هلوسة من عمل الشيطان، أو كابوس خانق سنستيقظ منه سريعاً.
الحقيقة الواضحة في هذا القرار المشين هو أن السيء لا يصدر إلا عن السيء، مفارقة القدر أن يقم محمد بن راشد آل مكتوم -بصفته رئيساً للوزراء- بالتصديق بكل تبجح على افتتاح سفارة لبلاده في تل أبيب، ليضاف إلى تاريخه المليء بالعار، عار جديد تكتمل به سلسلة الخزي والفضائح التي هو بطلها ومؤلفها ومخرجها.
لا عجب أن بن راشد هو الذي صدق على مثل هذا القرار، المسألة ليست مجرد مهمة إدارية ضمن مهامه كرئيس للوزراء، بل هي مهمة شخصية تتعلق بتاريخه الأسود وسجله المليء بالرذائل والسوءات، فهو الرجل الذي عذب بناته وحبسهم، واعتدى على أهل بيته، وأجبر زوجته على الفرار، دائم التهديد لأبنائه، يقود منزله بالعصا، لمن أطاع ولمن عصى، قصوره سجون وحدائقه جهنم… فإن لم يكن هو لها، من يكون؟
بالطبع يبحث بن راشد عن مخرج من فضائحه التي تتصدر عناوين الصحف، وطريقة يمحو بها الدنس الذي لطخ سمعته، فما أفضل من التحالف مع الصهاينة والاحتماء بهم، بالتضامن والتعاضد، يداً بيد.. لكن يا بن راشد، هل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك… بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
ولأن هدية ثمينة كهذه يجب أن تُرد، أصدرت الخارجية الإسرائيلية في بيان لها نُشر في نفس اليوم، أنه تم افتتاح سفارة لها في أبو ظبي، وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن السفارة ستباشر عملها من مكاتب مؤقتة، إلى حين تجهيز مقر دائم، كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها على افتتاح قنصلية لها في دبي.
قرار إسرائيل بافتتاح سفارة في أبو ظبي جاء بعد ساعات قليلة من قرار مجلس الوزراء الإماراتي، السبق كان للإمارات، التي صممت أن تأخذ هي بزمام مبادرات الخسة.
اللافت للنظر أن إسرائيل اختارت الدبلوماسي إيتان نائيه للقيام بأعمال السفارة إلى حين تحديد مقر دائم لها، وكان نائيه قد طرد من أنقرة بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما تأزمت العلاقات بين تركيا وتل أبيب بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، طردته تركيا غضباً لغزة، ورحبت به الإمارات وكأن الدماء التي تسري في عروقهم وعروق الأشقاء في غزة “ماء”.
نحن على موعد قريب من أن نرى علم إسرائيل “المحتلة” يرفرف في سماء شبه الجزيرة العربية، تلك الأرض التي حمل الأجداد فيها راية الإسلام والعروبة، يأتي اليوم أحفادهم يزيحون راية العروبة وينصبون علم الكيان المحتل فوق جثث أشقائهم.. أي خزي أكبر من هذا؟ لا أعلم كيف ستتحمل أنفسنا هذا المنظر، لكن الأكيد، أن المتسبب فيه يستحق وبكل جدارة لقب الشخصية الأسوأ لهذا العام.