أموال دبي إلى تل أبيب.. تبادل تجاري غير مسبوق بين الإمارات وإسرائيل في 5 أشهر

أموال دبي إلى تل أبيب.. تبادل تجاري غير مسبوق بين الإمارات وإسرائيل في 5 أشهر

على غير العادة، لم يخرج هذا الخبر من الصحف العبرية التي لطالما احتفلت بـ”إنجازاتها” في اختراق الحصار الشعبي العربي الرافض للاحتلال، بينما تجري العادة على أن يلتزم إعلام الأنظمة العربية الصمت، حتى في أسوأ خياناتها وتطبيعها.. لكن هذه المرة انقلبت الآية، إذ إننا نتحدث عن الإمارات، نظام أكثر شرا وخبثا حتى من نظيره في إسرائيل.

المكتب الإعلامي لحكومة دبي خرج مفتخرا بـ”إنجازاته” خلال النصف الأخير من 2020، وصدّر من بين تلك الإنجازات أنه البلد العربي نجح في رفع قيمة المبادلات التجارية بين دبي وإسرائيل إلى مليار درهم بعد خمسة أشهر من تطبيع العلاقات منتصف العام الماضي!

دبي تعلن قيمة التبادل التجاري مع إسرائيل خلال 5 أشهر | الحرة

بيان الحكومة الإماراتية لم يخجل من إعلان التفاصيل، وكأنه يعيد التأكيد على أنه “الرابح الأكبر” من التطبيع، وأن الإمارات هي التي ستجني الخير من الجلوس على مائدة طعام يتشارك فيها مع القاتل دماء إخوانه من العرب والمسلمين في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والسودان ومصر.

وأكد البيان أن حجم التبادل التجاري بين دبي وإسرائيل بلغ مليار درهم إماراتي (272 مليون دولار) خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وأن قيمة التجارة “وزعت بنحو 325 مليون درهم واردات… و607 مليون درهم صادرات”.

موانئ دبي العالمية": العلاقة بين الإمارات وإسرائيل ستفضي إلى تجارة بقيمة 5  مليارات دولار – أخبار عربية

وكانت إسرائيل والإمارات اتفقتا على تطبيع العلاقات بين “البلدين” في أغسطس الماضي، ومنذ ذلك الحين يواصل المستوى الاقتصادي في كل منهما، العمل على قدم وساق، لتتويج التوقيع بشراكات اقتصادية، حيث تتصدر 3 قطاعات تلك الشراكة التي بدأت بشكل تدريجي، بزيارة وفد مصرفي إسرائيلي إلى الإمارات وتوقيع اتفاقيات عمل وتعاون مشترك، لتشكل قطاعات “التكنولوجيا والهايتك” و”النفط” والأبحاث العلمية، العمود الفقري لتلك العلاقات.

وخلال وقت سابق من العام الماضي، أقلعت أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والإمارات، وعلى متنها وفد أمريكي إسرائيلي يترأسه مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، كما وقّع بنك الإمارات دبي الوطني، مذكرة تفاهم مع “بنك هبوعليم” أحد أكبر البنوك في إسرائيل، إذ يرتقب أن تشكل الصناعة المصرفية قطاعا رابعا مزدهرا في العلاقات بين “البلدين”.

عبارات تفخيمية

بيان الحكومة الإماراتية استخدم ألفاظا تفخيمية في وصف الجانب الإسرائيلي، فأكد أنه “قطاع الأبحاث العلمية في مختلف المجالات يعد واحدا من القطاعات التي توليها الإمارات أهمية، كذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل في مجالات الأدوية والأمراض والأسمدة إلى جانب أبحاث الذكاء الاصطناعي وغيرها”.

وتابع البيان الحكومي أنه: “في وقت تعد فيه الإمارات العاصمة العربية لغالبية الشركات الكبرى حول العالم، خاصة في مجالات الإنترنت والتصفح، مثل جوجل وفيسبوك وتويتر، كذلك تعتبر إسرائيل عبر مدينة “هرتسيليا” التي توصف بأنها وادي السيلكون الإسرائيلية، قبلة لكبرى شركات العالم”.

وخلال وقت سابق من الشهر الماضي، وقعت شركات إماراتية وإسرائيلية عقودا لتطوير الأبحاث من أجل التعاون والتوصل إلى فحص للكشف عن فيروس كورونا، لا يكون مزعجاً ويمكن القيام به “في بضع دقائق”، لتأمن الإمارات لإسرائيل في أرواح شعبها.

دبي تستقبل وفد من مستوطني الضفة لتسويق منتجاتهم في الامارات | رام الله

وفي سياق تبرير هذا التطبيع الاقتصادي الإجرامي، قال البيان الحكومي إن “قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل يشكل أكثر من 40% من صادراتها بحسب بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي، لذلك تطلق على نفسها اسم “أمة الشركات الناشئة”، ما يعني أن الإمارات ستكون مستفيدة من هذا القطاع”.

وقال البيان: “تعتبر إسرائيل رائدة في مجال الزراعة الذكية، سواء في أسواقها المحلية أو دول رئيسية في القارة الأفريقية، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة، والمحاصيل الزراعية في مختلف الظروف البيئية. وتملك شركات رائدة عالميا في مجال تنقية المياه، من بينها “أي دي أيي” الرائدة في هذا المجال والتي أقامت 400 محطة في أربعين دولة. من جهتها تعتمد الإمارات على تحلية مياه البحر لتوفير مياه صالحة للشرب”.

وحول مكاسب إسرائيل، لم يبخل البيان بإظهار ذلك كنوع من الإنجاز، فقال إنه “في وقت تعتبر فيه إسرائيل مستوردا خالصا للنفط الخام، فإن الإمارات منتج رئيس للخام في العالم، وهي تصنف سادس أكبر دولة تملك احتياطيا في العالم، بإجمالي إنتاج يومي 3 ملايين برميل يوميا. وقد تصبح الإمارات مصدرا خالصا للنفط والغاز إلى إسرائيل، إذ تعد دول إفريقية وأخرى أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة، مصدرة للنفط الخام والغاز إلى إسرائيل، ما يعني كلفة مرتفعة”.

ويعود البيان الحكومي للافتخار بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي بالتأكيد على أنه “في وقت كانت فيه مطارات إقليمية تعتبر نقطة عبور للمسافرين الإسرائيليين إلى شرق العالم، فإن مطارات الإمارات وبالتحديد أبوظبي ودبي ستكونان مستفيدتان من زيادة عدد المسافرين عبر مطاراتهما، من خلال تفعيل الطيران المدني بين “البلدين”.

اقرأ أيضًا: زيارة استخباراتية للسودان تكشف عنها إسرائيل وتتجاهلها الخرطوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى