أشهرهم الرياحي وقاسم كافي ومنصف عبلة .. عاصفة تونسية على فنانين وروائيين سوقوا للتطبيع الثقافي مع الاحتلال

بدأت المعركة الجدلية قبل نحو أسبوعين عندما قام الروائي التونسي كمال الرياحي مدير بيت الرواية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مقالا نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت التابعة لإعلام دولة الاحتلال الصهيوني وعلق على المقالة قائلا مقالة نقدية جميلة حول روايتي.
الساحة الثقافية في دولة تونس تشهد منذ فترة جدلا كبيرا بين أدباء ومفكرين ومثقفين حول إشكالية التطبيع الثقافي، يعود هذا الجدال الواسع إلى تلك الحادثة التي ذكرناها، والتي أشعلها مدير مؤسسة بيت الرواية الحكومية.
التفاخر الذي أبداه الرياحي أثار عاصفة جدلية في أوساط الوسط الثقافي في تونس، حيث اعتبره كثيرون منهم بأنه يدخل ضمن خانة التطبيع الثقافي مع دولة الاحتلال الصهيوني، خصوصا بعد ترجمة رواية الرياحي المسماة “المشرط” إلى اللغة العربية لغة الاحتلال.
الرابطة الغير حكومية ” رابطة الكتاب التونسيين الأحرار” أصدرت بيانا تعليقا عما فعله الرياحي عبرت فيه عن صدمتها مما أقدم عليه مدير مؤسسة تابعة لوزارة الثقافية التونسية، حيث اعتبرت مؤسسة رابطة الكتاب التونسيين الأحرار أن ما قام به الرياحي هو تبجح وتفاخر بمقالة بائسة نشرتها عنه صحيفة صهيونية رسمية، تعد إحدى أقوى الأذرع الإعلامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تحتفل في كل مناسبة بتوسعات دولة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني في أرض فلسطين، وتشيد بانتصاراته الدموية على شعب أعزل، فتقتل أبناءه ونساءه ورجاله وشيوخه، في ظل صمت دولي وخيانة عربية تتمثل في المسارعة نحو التطبيع مع دولة الاحتلال.
العاصفة التي اشتدت أجبرت الرياحي على حذف منشوره على صفحته على الفيس بوك، ثم أتبه عملية الحذف بفيديو شرح فيه موقفه، مؤكدا على أنه لم يقم بالتواصل مع أي جهة إسرائيلية ثقافية كانت أو غيرها، وأن ترجمت روايته إلى اللغة العبرية كانت رغبة وكلبا من الكاتب والمترجمة الفلسطينية ريم غنايم، ومع تزايد الهجوم عليه من الوسط الثقافي التونسي، لجأ الرياحي إلى غلق صفحته على الفيس بوك تماما.
لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل طالب جلول عزونة رئيس رابطة الكتاب التونسيين الأحرار بإعفار الرياحي من إدارة مؤسسة بيت الرواية الحكومية، ومطالبة البرلمان التونسي بعمل قانون يجرم ويمنع التطبيع الثقافي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقال أن مؤسسة الكتاب التونسيين الأحرار ستعمل على عمل مسودة للقانون ومن تقوم بعرضها على البرلماني التونسي، والذي يمثل الشعب التونسي الرافض لأية خطوات تطبيعية مع دولة الاحتلال الصهيوني.
وعلق عزّونة على هرولة الكثير من الجامعيين والكتّاب التونسيين والعرب إلى تبييض وجه الاحتلال الإسرائيلي الكالح، تحت مزاعم مختلفة من شعارات حق يراد بها الزيف والخداع، مثل التعايش والسلام والتوافق وغيرها من الشعارات التي حرمت منها الشعوب العربية نفسها تحت حكم الأنظمة الشمولية الديكتاتورية.
وفي السياق ذاته ذكّر عزّونة بموقف الكتّاب التونسيين الأحرار من القضية الفلسطينية، مبينا رفضه الكامل لأشكال التمييز بين الأديان، وأنه موقف الرابطة هو التحيز الكامل لكل القضايا المصيرية للأمة العربية والإٍسلامية دون تمييز.
كما لم ينس رئيس رابطة الكتاب التونسيين الأحرار فضح بعض الممارسات الفردية من بعض الكتاب التونسيين من خلال حضور ملتقيات عالمية تحضرها وفود إسرائيلية، لافتا أن الوفود التونسية كانت قبل ذلك تنسحب من كافة المؤتمرات والمنتديات التي تعلم بوجود وفد تابع لدولة الاحتلال الإسرائيلي فيها، مستشهدا بموقف وزير الخارجية التونسي المنجي سليم، الذي انتُخب بالإجماع رئيساً للجلسة العامة للأمم المتحدة في سبتمبر1961، والذي رفض يومها مصافحة وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مائير عندما اقتربت منه لتهنّئه.
حادثة الرياحي لم تكن الأولى في تونس، إذ سبقتها حوادث أخرى لمحاولات التطبيع مع إسرائيل، لعل أبرزها مشاركة الفنان نعمان الشعري في عمل مع الفنان الإسرائيلي زيف يحزقيل بعنوان “سلام الجيران” (أواخر 2020).
إضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين التونسيين في حفلات بإسرائيل، مثل قاسم كافي (2018)، ومحسن الشريف ومنصف عبلة (2019).