أدانت انتهاكات الاحتلال.. الخارجية القطرية: الاحتلال نموذج استعماري تجاوزه التاريخ
قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية لا يزال يمثل نموذجًا من الاحتلال الاستعماري الذي تجاوزه التاريخ، وأحد أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة، وأضاف الوزير القطري، أنه بالنظر إلى حجم الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وحقوقهم، واستباحة المواقع الدينية المقدسة والاعتداء عليها، ومواصلة بناء المستوطنات غير الشرعية بصورة ممنهجة، فإنها بذلك تدمر فرص تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وأكد ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحصول الفلسطينيين على كافة حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها حقهم في تقرير المصير والعودة، وإقامة دولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وشدد على ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب ومساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وفي السياق، استبعد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، احتمال تطبيع قطر علاقاتها مع “إسرائيل”، حتى إذا اتخذت دول عربية أخرى هذه الخطوة، وقال آل ثاني: إن “الولايات المتحدة وقطر لديهما علاقة مؤسسية قوية وأن السياسة الأمريكية الداخلية، ليست من شأنه”، وكشف أنه “كانت هناك بعض الروابط مع إسرائيل في الماضي عندما كانت هناك احتمالات للسلام” مع الفلسطينيين لكن بلاده “فقدت الأمل” بعد حرب غزة 2008-2009.
وأضاف أن قطر تواصل “علاقة العمل مع إسرائيل لمساعدة الشعب الفلسطيني، لكن من الصعب تصور الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم في غياب التزام حقيقي بحل الدولتين”، ويشار إلى أنه قد عبّر مجلس وزراء قطر عن استنكاره لاستمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي، بتوسيع المستوطنات غير الشرعية في فلسطين المحتلة.
وتقول الدوحة إن الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة للقانون الدولي في فلسطين المحتلة تمثّل “تطورات خطيرة”، ودعا المجلس في بيان صدر عنه، إلى التدخل العاجل والحاسم من قبل المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان والضغط على حكومة الاحتلال لإحياء عملية السلام وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأتي إدانة قطر بعد إعلان كيان الاحتلال عن خطط لمضاعفة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان المحتلة التي ضمتها “إسرائيل” ضمن حدودها، وأكدت مساعدة وزير الخارجية والمتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، أن “الصراع في فلسطين المحتلة يجب أن يوضع في سياق واقعي بين جانبين أحدهما شعب أعزل مجرد لا يملك دولة ويعاني منذ عقود، في مواجهة دولة نووية”.
وقالت الخاطر في مقابلة سجلت فيها مواقف عدة دفاعاً عن القضية الفلسطينية: “لا نتحدث عن جانبين، نحن نتحدث عن دولة نووية تملك أقوى الجيوش في العالم، وعن شعب مشرد لا يملك دولة وظل يعاني لعقود.. الأطفال الذين قُتلوا فلسطينيون، أولئك الأطفال لم يكونوا حماس”، وأضافت في لقائها مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية: “الهدنة في غزة تم التوسط فيها من خلال جهود من جانب قطر ومصر والأردن، بالتنسيق مع الولايات المتحدة”، وشددت وهي ترد على الأسئلة أنه لابد من التذكير للجميع “أن المسألة ليست “إسرائيل” وحماس، المسألة بشكل أساسي هي نضال الشعب الفلسطيني خلال 73 عاماً”.