أحرار تونس يتظاهرون دعما لأطفال غزة
تظاهر عشرات التونسيين في عاصمة بلادهم الثلاثاء، تضامنا مع أطفال غزة “الذين يتعرضون لتنكيل إسرائيلي مستمر” منذ نحو 15 شهرا.
جاء ذلك خلال وقفة أمام المسرح البلدي في العاصمة تونس، نظمتها “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع” و”تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، تزامنا مع احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة.
وهتف المتظاهرون بشعارات منها: “غزة رمز العزة “، و”مقاومة مقاومة، لا صلح لا مساومة”، و” فلسطين حرة حرة”.
وفي كلمة ألقاها خلال الوقفة، قال صلاح الدين المصري عضو “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع”، إن “هذا التحرك يأتي تضامنا مع أطفال غزة لما يتعرضون له من تنكيل مستمر على يد الجيش الإسرائيلي”.
وأكد المصري أن “المقاومة الفلسطينية رمز لشرف الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم”، مضيفا أن “جميع المؤشرات تدل بوضوح على وجود خطة أمريكية وصهيونية لحصار جميع حركات المقاومة في فلسطين والمنطقتين العربية والإسلامية”.
وبوتيرة مستمرة، تشهد العديد من المدن التونسية بينها العاصمة، وقفات تضامنية مع قطاع غزة، يطالب فيها المشاركون بوقف الإبادة الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ 2006، وإدخال المساعدات إليه.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد، أن موقف بلاده من التطبيع مع إسرائيل “ثابت برفضه”، واصفا التفكير به بأنه “تعبير عن الانهزامية”.
جاء ذلك وفق كلمة مصورة للرئيس التونسي، الجمعة، بثها التلفزيون الرسمي للبلاد.
وقال سعيد: “الموقف التونسي من التطبيع ثابت برفضه، ولا توجد في قاموسي كلمة تطبيع، والتفكير بهذه الطريقة تعبير على الانهزامية، ولا يمكن أن يكون فكر المقاوم والفدائي بهذا الشكل”.
وأضاف: “الخوض في ذلك الآن ليس منطقيا، لأننا في لحظات تاريخية يواجه فيها الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم، بعزيمة الفدائي المقاوم، وهي نفس العزيمة التي نتقاسمها معه، لأننا لا نرضى إلا بالنصر أو الاستشهاد”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن دستور (تونس) 25 يوليو/ تموز 2022، نص على “الانتصار للحقوق المشروعة للشعوب”.
وتابع سعيد: “وأول هذه الشعوب، شعب فلسطين في أرضه السليبة وإقامة دولته عليها، بعد تحريرها وعاصمتها القدس الشريف”.
وأكد أنه “ثابت بخصوص مشروع القانون المطروح على البرلمان التونسي، المتعلق بتجريم التطبيع، وأن الأمر يتعلّق بخيانة عظمى للشعب الفلسطيني”.
وأكمل: “إنها حرب تحرير وليست حرب تجريم، وأن للبرلمان وظائفه وفق مقتضيات الدستور، كما للرئيس وظائفه، والسيادة بالنهاية للشعب التونسي الذي يريد تحرير كامل الوطن المحتل (فلسطين)”.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن بلاده “لا تمتلك الصواريخ العابرة للقارات، لكنها تمتلك المواقف العابرة للقارات، ولا تقبل المساومة”.
والخميس، أعلن رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة، تأجيل جلسة التصويت على مقترح قانون “تجريم” التطبيع إلى اليوم الجمعة، لكنها لم تعقد.
وفي أغسطس/ آب 2023، أعلن البرلمان التونسي بدء لجنة الحقوق والحريات، دراسة مقترح قانون يطالب بـ”تجريم” التطبيع مع إسرائيل.
وبدأت تونس المقاطعة الرسمية المنظمة لإسرائيل عن طريق جامعة الدول العربية بعد حرب 1948، فيما اختلف تنفيذ هذه المقاطعة من دولة لأخرى.
وفي 15 سبتمبر/ أيلول 2020، وقّعت إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع العلاقات التي سماها البيت الأبيض “اتفاقيات أبراهام”، ثم انضم إليها المغرب والسودان.