آفاق جديدة من الخيانة.. إلى أي مدى وصل التطبيع المصري الاقتصادي مع الاحتلال؟
بعد لقاء بينيت والسيسي، قبل شهر، يرى بعض المحللين أن هذه الزيارة عززت التطبيع بين مصر والاحتلال ونتيجة لذلك، قالت قناة “كان” الإسرائيلية: إن القاهرة طلبت من تل أبيب زيادة معدل التجارة بينهما، بعد نحو شهر من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بينما لم تعلق القاهرة بعد على ما ذكرته الوسيلة الإعلامية الإسرائيلية.
وأفادت القناة بأن الطلب المصري جاء بعد لقاء بينيت-السيسي، قبل شهر واستئناف الطيران بين القاهرة وتل أبيب 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وعقب الطلب المصري، زارت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية، أورنا باربيفاي، الأسبوع الماضي، معبر “نيتسانا” البري الحدودي بين مصر و”إسرائيل”، تمهيداً لتوسيعه لاستيعاب أكبر كم من البضائع المنقولة بين القاهرة وتل أبيب، بحسب المصدر ذاته.
كما لفتت إلى أن المصريين “معنيون بزيادة حجم التصدير والاستيراد مع “إسرائيل” في عدة مجالات، بينها الأسمنت والحديد والكيماويات وغيرها”، يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر و”إسرائيل” وصل خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، إلى 122.4 مليون دولار، مقارنة بـ92 مليون دولار في 2020، وفق تقرير نشرته دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن قبل أكدت هيئة البث الإسرائيلي أن وزير الاستخبارات إيلي كوهين اجتمع في منتجع شرم الشيخ بمصر مع نائب رئيس المخابرات المصرية ناصر فهمي، وبحث معه قضايا أمنية واستخباراتية مشتركة للبلدين، وأكد نائب رئيس المخابرات المصرية، أن بلاده “معنية بدفع التعاون مع “إسرائيل” في جميع المجالات إلى الأمام، وأنها ستعمل على تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية والمجالات الأخرى مع “إسرائيل”.
وفي السياق نفسه نشر أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، تغريدة قال فيها: “وزير الاستخبارات كوهين ترأس وفدا ضم مدراء أكبر الشركات الإسرائيلية، وهو الأكبر من نوعه منذ 20 عاما، إلى شرم الشيخ، حيث اجتمع مع مسؤولين مصريين كبار”، وأضاف “بحث كوهين توسيع رقعة التجارة بين البلدين والتعاون في الزراعة والمياه والكهرباء والسياحة”، مضيفا أنه “من المتوقع وصول حجم التجارة بين البلدين إلى مليار دولار سنويًا”.
وفي السياق أكدت حركة المقاطعة في مصر أن فلسطين ليست “Trend ” نتفاعل معه ومن ثم نختفي، إنما القضية الفلسطينية “مركزية في وجه احتلال إسرائيلي سرطاني يتوسع في المنطقة كلها”، وقالت حركة المقاطعة أن الاحتلال الإسرائيلي “يدعم الفوضى ومزيدًا من التقسيم فيها للسيطرة على مواردنا من الأنهار والثروة المائية ومن الطاقة والغاز ومن الأراضي الزراعية ليكون الاحتلال مديراً على مواردنا ونكون تابعين له وعمالة رخيصة في خدمة مشروعه الاستعماري”، وأوضحت أن الاحتلال يتبنى شعار “اطرد العرب لتبني بيتاً جديداً على تلة جديدة”، وهو يلخص الفكر الصهيوني العنصري الذي جاء من أنحاء العالم ليهجر الناس من بيوتهم ويسرق تاريخهم ومواردهم.
وذكرت أن “الشعب الفلسطيني الصامد يقاوم العصابات الاسرائيلية كل يوم في القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية ومشاريع تهويد وسرقة هوية المدينة العريقة والاعتداء على المقدسات، وهدم البيوت والتهجير الجماعي في الشيخ جراح وسلوان والخليل وجنين الصمود وجبل صبيح نابلس والنقب وغزة المعزولة وسائر المدن والقرى الفلسطينية”، وبيّنت أن الاحتلال يعمل على تفكيك التماسك بين الشعب الفلسطيني الواحد والذي شهدناه مؤخراً في الهبَة المجيدة حين تجلت جغرافيا ما قبل الاستعمار.
وأضافت “نشهد كل يوم تصاعد التضامن والوعي العالمي مع القضية الفلسطينية، وانتشار نداء مقاطعة الاحتلال في كل العالم والعمل على عزله ومكافحة روايته الكاذبة والتضليل الذي يروجه، حيث تشكل المقاطعة بكافة أشكالها الاقتصادية والثقافية والرياضية والأكاديمية طريقة مجدية لعزل وفضح الاحتلال والتأكيد على عدم التورط معه في كافة المجالات التي لا يمكن فصلها عن بعضها”.